الباتشوورك هو فن الترقيع... أى أنه باستطاعتنا أن نجمع قطعا مختلفة الأحجام أو الألوان أو الأشكال من أى شىء نريده لكى نصنع منها رائعة فنية قد تبهر من يراها.. ومن الجائز أيضا ألا تبهره على الإطلاق!! ويرى فى داخله بأنها عبارة عن مقصوصات ليس لها قيمة أو هدف ويبحث بالتفاصيل ويتجاهل المضمون والشكل النهائى أو من الأرجح أنه قد يكون جاهلا بهذه التفاصيل.
هذا ما يحدث الآن فى عقول الكثير منا.. الترقيع السياسى هو الفن المعاصر لهذه الفترة الراهنة والتى لا أعلم بماذا سيذكرها التاريخ عندما تسرد فى كتب التاريخ المصرى هل سيروى كتاب هذه المرحلة بأن الشعب المصرى كان شعبا ناضجا ومفكرا سياسيا ناجحا.. أم سيقول إنه شعب أهوج أهمج . يسطح الأمور ويتحدث فى السياسية لأول مرة فى حياته بدون علم وإسناد لما يقول.
حقيقة لا أعلم ماذا سيحدث وبماذا ستصفنا كتب التاريخ مستقبلا ولكننى على يقين بأننا جميعا سنذكر فى تاريخ مصر كما ذكر من هم من قبلنا.
مصر أصبحت دولة إخوانجية يرأسها رئيس مدنى منتخب ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين تتردد هذه الكلمات فى عقول الكثير من المصريين، وهو فى أعلى قياس لضغط الدم.. ومن الجائز بأنه يقول "الحلو ما يكملش" الرئيس أخذ قرارات صائبة جدا ومفرحة من إلغاء الدستور المكمل وإسقاط حكم العسكر وإقالة الرموز السابقة وهذا يبشر بقيام جمهورية ثانية قوية على نفس القوة التى أحرزتها ثورة 1952 من إسقاط الملكية وإقامة الجمهورية ولكن كيف نستطيع أن نستشعر هذه الفرحة ورئيسنا المنتخب ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين!!!
لا اعلم كيف يصل بنا التفكير لهذه السطحية المريضة والتى تحكم على الأشياء بهذا المنطق.
الجميع يحفظ جيدا بعض المعلومات عن الإخوان المسلمين ولكن لا أستطيع أن أجزم بأنه متيقن من حقيقتها أو يفهمها فهناك الكثير من الاستفسارات والتى تعد مجهولة عن الكثيرين حتى هذا اللحظة وأعتقد بأن هذه الاستفسارات وهذه النبذة غير الصحيحة عن الإخوان المسلمين هى المسئولة والمسببة لهذه البلبلة الفكرية عند أطياف عديدة من الشعب المصرى فمنهم المثقف ومنهم الجاهل ومنهم المعارض للمعارضة نفسها.
ما هو مصدر تمويل جماعة الإخوان المسلمين؟، حيث إنها جماعة غير مرخصة وميزانيتها الهائلة لا تخضع للجهاز المركزى للمحاسبات كيف تظهر هذه الجماعة بقوة مالية ومنظمة بهذا الشكل وهى المعروف عنها أنها كانت مظلومة ومقهورة ومقموعة خلال السنوات الماضية؟.
أعتقد أن مثل هذه الأسئلة هى التى تراود الكثير من المصريين فهم يبحثون عن التكوين الداخلى لهذا الشكل النهائى الجميل والمنتمى إلى فن الباتشوورك.
أعتقد أنه كفانا مواربة عن الحقيقة وكفانا دفن رءوسنا فى التراب.. لابد وأن يصل إلى شعب مصر وإن كان منهم من يفكر بشكل سطحى ومعتم الحقيقة والتاريخ الكائن وراء جماعة الإخوان المسلمين.
وأعتقد هنا بأنه دور السيد الرئيس فى مواجهة هذه التساؤلات بأن يقوم بفتح الصندوق الأسود وإخضاع الجماعة للرقابة الدولية، وهذا للقضاء على كل ما تكتنفه هذه الجماعة من الغموض وهذا سيزيل شكوك وهواجس كثير من المصريين يريدون الفرحة بقرارات رئيسهم الجديد المدنى المنتخب ولكنهم غير قادرين على ذلك .. لماذا، لانه فقط ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين!
الرئيس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
RAHMY
صح ولله
ولله مقال محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
نافع
يعنى عايزه إيه
عدد الردود 0
بواسطة:
الدكتور
كتاب واحد يكفي..
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
الى الأخ رقم 2 ... والأخ رقم 3 الكاتبة تدافع عن الاخوان ولا تهاجمهم
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر - omardealo
إخضاع الجماعة للرقابة الدولية
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
الفرصه الكامله
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى وبيحب بلده
إلى صاحب التعليق رقم 5
عدد الردود 0
بواسطة:
eman
دليل النجاح
عدد الردود 0
بواسطة:
المهاجر - ابو الشوق
مش هنخلص
عدد الردود 0
بواسطة:
الباشا
الجماعه اساتذه فى السفسطه