بعد نحو عشر سنوات من سحقها بواسطة جرافة تابعة للجيش الإسرائيلى، عندما كانت تحاول اعتراض طريقها إلى منطقة صراع بقطاع غزة، تنتظر أسرة الناشطة الأمريكية القتيلة راشيل كورى حكم المحكمة، فى الدعوى القضائية المدنية التى أقامتها ضد الجيش.
ويأمل والدا كورى أن يسدل حكم المحكمة المقرر غدا الثلاثاء الستار على قضية أصبحت بمثابة صيحة استنفار للنشطاء المؤيدين للفلسطينيين، والتى أخذت سنوات من حياتهما واستنفرت مدخراتهما.
وتقول سيندى (أربعة وستون عاما) والدة كورى وهى ربة منزل وموسيقية من أولمبيا بواشنطن "نحن هنا، نترقب بشدة حكم الثلاثاء.. نأمل فى بعض من المساءلة عما حدث لراشيل".
وكانت كورى، وهى ناشطة مؤيدة للفلسطينيين، فى الثالثة والعشرين من عمرها عندما قتلت فى مارس من عام 2003، أثناء محاولتها هى وغيرها من النشطاء منع جرافة تابعة للجيش الإسرائيلى من دخول مدينة رفح الحدودية بقطاع غزة. وقال السائق إنه لم ير كورى، زاعما بأن الحادث عرضى وغير مقصود.
وكانت كورى تعارض بشدة هدم الجيش الإسرائيلى لمنازل الفلسطينيين، ضمن حملة كانت تهدف إلى وقف إطلاق النار وهجمات قذائف الهاون ضد الجنود والمستوطنين اليهود الذين يسافرون ويتنقلون عبر هذه المنطقة الحدودية ذات الكثافة السكانية العالية. ووفقا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، فإن الجيش الإسرائيلى شرد أكثر من سبعة عشر ألف غزى خلال أربعة أعوام، بعدما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية ضد إسرائيل فى سبتمبر من عام 2000. وأثارت عمليات الهدم والتشريد الإسرائيلية وقتذاك إدانات دولية.
وبالرغم من أن عددا من النشطاء الأجانب قتلوا وأصيبوا فى مواجهات مع الجيش الإسرائيلى خلال السنوات العشر الأخيرة، فإن قضية كورى اكتسبت أهمية خاصة ورمزية للنشطاء الفلسطينيين. وبالنسبة لمؤيديها، أصبحت كورى رمزا لما وصفوه بالقمع الإسرائيلى للاحتجاجات السلمية المناهضة للاحتلال.
ورأى هؤلاء فى كورى تلك الشابة التى تنتمى إلى الطبقة المتوسطة الأمريكية والتى ضحت بنفسها دفاعا عن منازل غرباء.. لقد كانت كاتبة مرهفة الحس، تظهر أعمالها مدى تأثرها بالمعاناة حولها. ونشرت أسرة كورى رسائلها، وقدم فنانون مسرحية عن حياتها.
يشار إلى أن كورى كانت تنتمى إلى حركة التضامن الدولية المؤيدة للحقوق الفلسطينية، والتى يدخل ناشطوها مناطق الصراع ويحالون التدخل فى أنشطة وممارسات الجيش الإسرائيلى. ويعتبر مؤيدو إسرائيل أن كورى، مثل آلاف النشطاء الأجانب، اختارت المخاطرة بحياتها.
وقالت وزارة العدل فى بيان: "أصيبت كورى نتيجة لقيامها بفعل محظور، ولذلك فإنها الوحيدة التى تتحمل مسؤوليته، وذلك بسبب إهمالها وعدم اتخاذها قدر كبيرا من الحيطة".
يذكر أن هذه هى أول قضية مدنية يقيمها أجنبى متضرر من الجيش الإسرائيلى، تنتهى إلى محاكمة كاملة، حيث انتهت القضايا الأخرى إلى تسويات خارج قاعات المحاكم.
أسرة ناشطة أمريكية قتلتها جرافة إسرائيلية تنتظر حكم القضاء غدا
الإثنين، 27 أغسطس 2012 10:44 ص