أسامة الجناينى يكتب: مقام الرئيس بين النقد والتطاول

الإثنين، 27 أغسطس 2012 08:19 م
أسامة الجناينى يكتب: مقام الرئيس بين النقد والتطاول الرئيس محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الانتقاد حق مشروع للجميع، لكننا وللأسف نخلط بشكل دائم بين النقد المقبول وبين التطاول والتجريح ورمى الاتهامات ونشر الشائعات الكاذبة التى تؤدى إلى التناحر، وهذا التناحر يؤدى إلى الهدم لا إلى البناء.

التطاول صفة مذمومة وهى إيذاء الآخرين ولا تأتى بأى نتائج إيجابية غير انفعالات ضررها أكثر من نفعها وما يحدث من تطاول على الرئيس مرسى هو مهزلة بكل المقاييس، وإهانة لمقام رئيس الدولة، بل إهانة للدولة نفسها، وبخاصة أنه تطاول غير مبرر وغير مبنى على نتائج وأفعال، فالواقع يقول إن الرئيس لم يمض فى الحكم إلا أياماً قليلة، فلا يجوز النقد أصلاً فما بالك بالتطاول المفرط على مقام الرئيس، لابد أن نفرق بين محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، ومحمد مرسى، رئيس جمهورية مصر العربية، ولابد من احترام الديمقراطية، ولابد أن نضع أيدينا فى يد مرسى، لنبنى الدولة المصرية، لا خلاف أبداً على مسألة انتقاد أداء الرئيس عندما يتسلم مهامه ويبدأ فى تنفيذ برنامجه الانتخابى، ولكن لابد من أن يأخذ الفرصة كاملة.

يجب أن نرقى فى انتقاداتنا حتى نصل إلى الهدف الأسمى من الانتقاد، ولا مانع من طرح كل ما هو «سلبى» بهدف تحويله إلى إيجابى، ومناقشة كل الظواهر التى قد تخلف تأثيراً سيئاً فى الأفراد والمجتمع، ولكن بدرجة احترام مقبولة للجميع، فهل هذا صعب على وسائل الإعلام، وهل هذا صعب على الشعب المصرى.

وما أراه فى مواقع التواصل الاجتماعى وبعض وسائل الإعلام من اتباع الأسلوب السطحى فى الانتقاد، وتجميع كلمات مؤثرة بهدف تعميم وتعويم القضايا وإحداث خلط عند المشاهد والقارئ وربط ما كان بما سيكون، وطرح الخلفية القديمة للرئيس بسلبياتها، وانتمائه الحزبى والفكرى بجماعة الإخوان المسلمين، وربط هذه المواقف القديمة بأدائه فى المرحلة المقبلة، ويكون كل ما يثار فى الإعلام ليس نقلا للخبر وتحليل هذا الخبر، بل أصبح الإعلام مبنى على التوقع، وما سيفعله الرئيس فى المستقبل، والتشكيك، وافتراض سوء النية، فالإعلام خلق حالة من انعدام الثقة عند المشاهد، وأصبح المواطن المصرى مشوه التفكير، ولا يستطيع التمييز بين الصحيح والخطأ، وأصبح عند الموطن عدم القدرة على اتخاذ القرار فى أى موضوع يطرح فى وسائل الإعلام، فكل ما يطرح فى وسائل الإعلام له مؤيدوه ومعارضوه، مما يزيد الاحتقان والفرقة بين طوائف الشعب.

وأخيرا ليست الحرية التى كنا نبحث عنها قبل خمسة وعشرين يناير هى حرية التطاول على الآخرين، ولكن الحرية هى أن نستطيع أن نقول الحق، فنقول للمسىء أسأت، وللمحسن أحسنت بدون خوف ولا تدليس، فحرية الرائى مكفولة لكل الناس بدون تطاول حتى النقد، يجب أن لا يكون عنيفاً فيغلق المسامع والقلوب فقال الله لموسى وهارون ( اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى ).

وأقول للأستاذ إسلام عفيفى موسى- عليه السلام- خير منك، ومرسى خير من فرعون، فلا تنسى قول الله فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى، فنحن مع النقد وحرية الصحافة، ولكن دون تجريح ولا إهانة.

وفى النهاية اللهم إنا نعوذ بك من حاكم لا يسمع، ونعوذ بك من رعية لا تنصح.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة