محمود صقر يكتب: بقيادة الرسول ولا ننتصر!!

السبت، 25 أغسطس 2012 04:13 م
محمود صقر يكتب: بقيادة الرسول ولا ننتصر!! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم.. حدث هذا بالفعل، ومع من؟ مع رسول مؤيد بالمعجزات، عصاه فلقت البحر ونجَّت قومه وأغرقت أعداءه، رسول صنعه الله على عينه، كان قائدًا حرك قومًا خدرهم الاستعباد والذل، فكان لهم المنقذ والمخلص.

وبعد أن تخلص هذا الشعب من الذل والعبودية، وفى فورة حماسته بعد أن رأى آيات الله ومعجزاته تتنزل عليه بلا حول منه ولا قوة، جاء دور العمل، فطلب منهم الرسول القائد أن يتجهزوا لدخول الأرض المقدسة.

فردوا عليه كما حكى القرآن: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون".

فكان الجزاء كما حكى القرآن: "فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الأرض".

قعدوا عن أداء الواجب فلم ينفعهم رسول ولا معجزات. هذا ليس فقط درسًا، ولكنه سنة كونية مطَّردة لا يختلف عليها البشر.

نستطيع بكل ثقة وبالأسلوب الرياضى، الذى يرتب النتائج على المعطيات، أن نقرر قاعدة مفادها أن نجاح الشعوب فى بناء نهضتها يتوقف على ثلاثة عوامل، هى: الدافع - المنهج – العمل.

فبدون دافع تنتفى الإرادة ويفقد الشعب الوقود الذى يدفعه إلى الحركة.

وبدون المنهج الذى يحشد الطاقات لتحقيق الأهداف الكبرى، ويرتب سلم الأولويات، ويحدد أسلوب العمل ستتفرق الجهود، بل ستتصادم الطاقات وستتحول الحركة المرجوة إلى الأمام إلى حركة دائرية فى حلقة مفرغة.

أما العمل فهو الداء والدواء، هو الداء إذا غاب حتى وإن وجد الدافع والمنهج.

وهو الدواء إذا حضر فى وجود الدافع والمنهج.

ولا يجدى إطلاقًا نزع أى طرف من أطراف هذه المعادلة البسيطة: النهضة = الدافع (الإرادة) + المنهج (خطة العمل) + العمل.

وهذا بالضبط ما أراده الإمام الشهيد حسن البنا بقوله: "إن تكوين الأمم وتربية الشعوب وتحقيق الآمال ومناصرة المبادئ تحتاج من الأمة التى تحاول هذا، أو من الفئة التى تدعو إليه على الأقل، إلى قوة نفسية عظيمة تتمثل فى عدة أمور: إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل، ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة