مازال الصراع يتصاعد بين عملاقة الإليكترونيات "أبل" ومنافستها الكورية الجنوبية "سامسونج"، وذلك بعد أن ربحت "أبل" دعوتها القضائية ضد "سامسونج" التى حكم عليها بدفع أكثر من مليار دولار (1,05 مليار دولار) من محكمة بكاليفورنيا، لانتهاك براءات تتعلق بجهازى آى باد وآى فون اللذين لقيا شعبية كبيرة فى العالم.
وقالت مصادر بشركة "سامسونج": إن "أبل" كانت قد رفعت عدة قضايا ضد الشركة على مدى الشهور الماضية، وحصلت "سامسونج" على أحكام لصالحها بعدة دول خاصة بأجهزة "سامسونج" جلاكسى.
وأوضح المصدر فى تصريح لـ "اليوم السابع" أنه لا توجد قضية واحدة أثنت "سامسونج" عن تطوير أجهزتها وتقنياتها الحديثة، حيث وصلت إلى المركز الأول عالميًّا من حيث مبيعات الأجهزة الذكية واللوحية التى تناسب جميع الفئات والطبقات.
وقال خبير الاتصالات المهندس شريف عبد الله لـ "اليوم السابع": إن انتصار "أبل" ربما يمثل ضربة لـ "جوجل" حيث تعتمد "سامسونج" وعدد من مصنعى الأجهزة الذكية على أنظمة تشغيل اندرويد. لافتًا إلى أن هذا الحكم يزيد الصراع بين عملاقتى الأجهزة الذكية فى العالم "سامسونج" و"أبل".
ونقلت وسائل إعلام عالمية عن "سامسونج" أنها ستطعن فى الحكم، حيث يمثل الحكم خسارة للمستهلك الأمريكى.
وأكدت "سامسونج" أن القرار "ليس الكلمة الأخيرة" فى هذه القضية ولا فى المعارك التى تخوضها المجموعتان فى محاكم أخرى فى العالم، وقالت الشركة الكورية الجنوبية فى بيان: "سنتقدم على الفور بطلب لقلب قرار المحكمة، وإذا لم نربح القضية فسنستأنف" الحكم.
وبعد جلسات استمرت ثلاثة أسابيع ومرافعات لثلاثة أيام، فى محاكمة تابعتها أوساط المال باهتمام، نظرًا لانعكاساتها الكبيرة على سوق الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، وتضمنت إفادات لعشرات الخبراء وسمحت ببناء ملف من مئات الصفحات، قرر المحلفون أن "أبل" محقة فى اتهامها منافستها الكورية الجنوبية بتقليد هاتفها "آى فون" وجهازها اللوحى "آى باد".
وقال براين لاف، الأستاذ فى جامعة سانتا كلارا: إنه "مبلغ هائل ولا سابق له"، وإن لم يصل إلى المبلغ الذى طالبت به "أبل" وهو 2,75 مليار دولار.
ورفضت المحكمة الاتهامات الموجهة من "سامسونج" إلى "أبل" بانتهاك عدد من براءاتها وخصوصًا فى مجال تكنولوجيا اللاسلكى (واى فاى)، وقالت "سامسونج" فى بيان: إن "المستهلكين هم الخاسرون".
وأضافت أن الحكم الذى صدر الجمعة "سيؤدى إلى خيارات أقل وتجديد أقل وربما أسعار أعلى"، معبرة عن أسفها لأن "القانون المتعلق بالبراءات يتم التلاعب به لإتاحة فرصة الاحتكار لمجموعة بدون صعوبة".
وتتواجه "أبل" و"سامسونج" فى عدد من قضايا البراءات فى محاكم عدد من الدول، لكن لم تفز أى واحدة منهما بأى قضية بعد، وكانت محكمة كورية جنوبية اعتبرت المجموعتين مذنبتين، فى حكمٍ الجمعة.
وقال براين لاف: إنه "فوز كبير وساحق لأبل هذه المرة". موضحًا أن "كل براءاتها اعتبرت صالحة، وكلها باستثناء واحدة منتهكة فى معظم منتجات سامسونج".
من جهته قال جيف كاجان، المحلل المتخصص بالتكنولوجيا: إن "السؤال التالى هو معرفة ما إذا كانت "سامسونج" ستصبح قادرة على استخدام التقنيات التى يشملها الحكم" أو أنها سيكون عليها "سحب أجهزتها من السوق".
وأضاف: "فى هذا النوع من القضايا كانت الجهة الخاسرة بشكل عام تستطيع مواصلة بيع أجهزتها، لكن عليها دفع غرامات للجهة الرابحة".
لكن فى سوق الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية التى تلقى رواجًا كبيرًا اليوم، ستتكبد "سامسونج" خسائر كبيرة حتى من تأخر بسيط فى تسويق منتجاتها.
وتهيمن "أبل" اليوم على السوق فى الأجهزة اللوحية التى كانت أول من أطلقها، وقد حصلت على سبعين بالمائة من حصص السوق فى الفصل الثانى من العام الجارى ببيعها 17 مليون جهاز من أصل 25 مليونًا بيعت فى العالم، كما يقول مكتب "آى دى سى" للاستشارات.
و"سامسونج" هى منافستها الأولى لكن بفارق كبير عنها (2,4 مليون جهاز)، الوضع معكوس فى سوق الهواتف، حيث تحتل "سامسونج" بشكل واضح المرتبة الأولى.
وقد باعت المجموعة الكورية الجنوبية 50,2 مليون جهاز فى الفصل الثانى، أى أكبر بمرتين من 26 مليون جهاز "آى فون" بيعت فى الفترة نفسها.
محكمة أمريكية تشعل الصراع بين أكبر شركتى تكنولوجيا فى العالم.. إلزام "سامسونج" بدفع مليار دولار تعويضًا لـ "أبل" بسبب براءة اختراع الـ "I pad".. والأولى تعلن الطعن وتؤكد: الحكم ليس نهاية الطريق
السبت، 25 أغسطس 2012 03:43 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة