قائد قوات الناتو يؤكد قدرة الحلف على إرساء السلام الدائم فى أفغانستان

أكد الجنرال الأمريكى جون آلن قائد قوات حلف شمال الأطلسى "ناتو" فى أفغانستان اليوم السبت على قدرة قوات الحلف على إرساء السلام الدائم فى أفغانستان وإلحاق الهزيمة بتنظيم القاعدة وحرمانها من ملاذاتها الآمنة هناك، إلا أنه رأى أن ذلك سيعتمد على ما تستطيع أفغانستان تحقيقه بمفردها .

وأكد آلن فى سياق مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على موقعها الإلكترونى - ثقته فى إمكانية تعزيز مكاسب الحلف وبناء سلام دائم فى منطقة حيوية بالنسبة للأمن القومى للولايات المتحدة بفضل التزام المجتمع الدولى بمسئولياته.

وأشار إلى أن هذه اللحظة من تاريخ الشعب الأفغانى التى يأمل بها فى تعزيزه للهوية الوطنية الأفغانية ورغبته فى التحكم فى زمام أمور حياته المستقبلية لم تأت مصادفة ، ولكنها نتجت عن أحداث قوية مر بها هذا الشعب على مدى عقود تمثلت فى تنامى قوة وقدرات قوات الأمن الأفغانية ، وتوقيع الشراكات الاستراتيجية الثنائية
والمتعددة الأطراف ، وتعهد المجتمع الدولى بتقديم الدعم له خلال العقد المقبل.

وعن الهجمات الداخلية المتعارف عليها عسكريا باسم الهجمات "الخضراء على الزرقاء" ، شدد آلن على أن قوات الحلف لن تسمح بأن تكون هذه الهجمات هى السبب فى خروج جهودهم عن مسارها ، مشيرا إلى أن القادة الأفغان وقادة الناتو عملوا على تكريس الوقت والجهد للحد من هذا النوع من التهديدات ، مشيرا إلى اتخاذهم
الإجراءات والتدابير اللازمة لتحسين حماية قواتهم.

وفى السياق ذاته ، قال آلن "أن التركيز على الهجمات "الخضراء على الرزقاء" يخفى حقيقة ذبح المدنيين الأفغان على يد المتمردين بقيادة زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا محمد عمر الملوثة يداه بدماء الأبرياء ، والذى أكد أنه لم يأمر تابعيه بمهاجمة المدنيين ، لذا فالملا عمر إما أن يكون ليس على صلة بالواقع ، وإما أن تكون قواته خرجت عن نطاق السيطرة".

وأضاف آلن فى سياق مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية "أن أعداد قوات الأمن الأفغانية بدأت أخيرا تزداد يوميا ، وتزداد قدرتهم فى السيطرة على عدد من المناطق التى كانت تسيطر عليها طالبان ولم تكن القوات الأفغانية وقوات التحالف تستطيع الوصول إليها سابقا" .. مشيرا إلى أن هجمات حركة طالبان والتى تسفر عن مقتل العديد من المدنيين الأفغان تسببت فى تصاعد حدة كراهية الشعب الأفغانى لهم باستمرار .

وأوضح أن هذه الكراهية بدأ يتمخض عنها هجمات جديدة باتت تعرف بإسم الهجمات "البيضاء على الحمراء" يشنها أبناء الشعب الأفغانى ضد حركة طالبان سعيا منهم لطردها من الأراضى الأفغانية ، مشيرا إلى أن هذه الهجمات تنشأ فى المناطق التى تحكم فيها طالبان سيطرتها وبقوة ، مما يتسبب فى خلق موجة شعبية ضد المتمردين.

واختتم الجنرال الأمريكى جون آلن مقاله بأنه يتعين على الولايات المتحدة وقوات الأمن الأفغانية مواصلة التعامل مع الهجمات "الخضراء على الزرقاء" ، وعدم السماح لهذه الهجمات بأن تعرقل جهودهما لإرساء السلام فى هذه المنطقة ، فضلا عن حماية المدنيين من ويلات هجمات حركة طالبان بأية وسيلة كانت ، مشيرا إلى أن هذا الصراع لم ينته بعد ، لكنه سيتم التوصل إلى حل لهذا الصراع عن طريق تعزيز القوات وتزايد قدراتها.