أزمات متوالية تشهدها الساحة السياسية فى تونس حاليا، والتى أصبحت تهدد بانهيار الائتلاف الحاكم "الترويكا" المكون من حركة النهضة الإسلامية وحزبى المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل من أجل العمل والحريات.
كما سادت حالة من الشد والجذب واحتدام فى التصريحات هذا هو حال التكتل الذى انتهى به الوضع أمس إلى خلاف حاد بين الرئيس المنصف المرزوقى وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشى، بعدما اتهم الرئيس التونسى الحركة التى تقود الائتلاف الحاكم بالسعى إلى "السيطرة على مفاصل الدولة"، منتقداً "إصرارها" على اعتماد نظام سياسى برلمانى فى تونس عوضا عن نظام معدل.
وقال المرزوقى، فى خطاب ألقاه نيابة عنه أحد مستشاريه فى افتتاح المؤتمر العام الثانى لحزب "المؤتمر"، شريك حركة النهضة فى الائتلاف الثلاثى الحاكم، إن "إخواننا فى النهضة يسعون للسيطرة على مفاصل الدولة الإدارية والسياسية عبر تسمية أنصارهم، سواء توفرت فيهم الكفاءة أم لم تتوفر "فما كان من الغنوشى، إلا أن رد بشكل أقوى على المرزوقى، مطالبا إياه "بفهم دوره فى هذه المرحلة".
ويأتى اتهام المرزوقى للنهضة بالسيطرة على مؤسسات الدولة مع توتر الأوضاع، بسبب المؤسسات الإعلامية، واتهام نقابة الصحفيين التونسيين للحركة بمحاولة أخونة الإعلام والسيطرة عليه.
وقالت آسيا عتروس، مدير تحرير جريدة الصباح التونسية، فى مقال لها، إن حكومة الجبالى عادت إلى مسلسل التعيينات المسقطة المستندة إلى الولاءات الحزبية بدل الكفاءة والاستقلالية المطلوبة لإدارة المؤسسات الإعلامية .
وأضافت عتروس أنه سبق لرئيس الحكومة حمادى الجبالى أن اعترف بعد فضيحة التعيينات المعلنة، وفى أعقاب التحركات المكثفة للإعلاميين ونشطاء المجتمع المدنى والحقوقيين بالخطأ وكان أن وعد آنذاك بأن تكون التعيينات مستقبلا بالتشاور مع الأطراف المعنية، وقد استبشرنا بذلك، وقلنا أن الاعتراف بالخطأ فضيلة، وتوقعنا أن تتوقف محاولات التطويع المعلنة والخفية لوسائل الإعلام، ولكن للأسف لم تلتزم رئاسة الحكومة بوعودها، وتخلت عن الوفاء بها فى أكثر من مناسبة.
وأشارت العتروس إلى أن المدير الجديد الذى تم تعيينه لصحيفة الصباح من قبل الحكومة التونسية بدأ مسيرته فى أروقة وزارة الداخلية، وفى ذلك ما يكفى لدفع الحكومة للتفكير بدل المرة مرات حول هذا التعيين .وقالت لـ"اليوم السابع" إن هذه التجاوزات فى قطاع الإعلام دفعت نقابة الصحفيين التونسيين إلى إعلان قرار الإضراب فى قطاع الإعلام اليوم، مع تدارس سبل إنجاح هذا التحرك النقابى. وأضافت أن النقابة أعلنت خلال اجتماعها أمس أيضا تضامنها مع الصحفيين المصريين فيما يتعرضون له مما وصفوه بالهجوم على حرية الصحافة والإعلام.
واعتبرت نجيبة الحمرونى، نقيبة الصحفيين التونسيين، أن هذه الدعوة بمثابة المنطلق الأساسى لتحديد أشكال وآليات التحرك النقابى خلال الفترة القادمة، فى ظل تعدد التراكمات التى يشهدها القطاع من تكرر للاعتداءات على الصحفيين التونسيين، تجاهل الحكومة لمنظومة تشريعية وقوانين نافذة، رفض إحداث الهيئة التعديلية، مؤكدة أن الإضراب العام ليس هو الهدف الأساسى، بل هو نتاج لفشل سلسلة المفاوضات مع الحكومة، وبات بالتالى من الضرورى تصعيد التحرك النقابى.
يسبق هذه التوترات بقليل أزمة لم تكن بسيطة بين الحكومة والرئاسة التونسية التى تمت بعد أن قامت الحكومة بتسليم رئيس الوزراء الليبى السابق محمود البغدادى، برغم رفض الرئيس التونسى لهذا القرار.
الخلافات تهدد تحالف الإسلاميين والعلمانيين فى تونس.. السيطرة على الإعلام ومؤسسات الدولة وتطبيق النظام البرلمانى يفجر الصراع ما بين النهضة الإسلامية وحزبى المؤتمر والتكتل
السبت، 25 أغسطس 2012 03:33 م