محمد تاج يكتب تعددت الأسباب والموت واحد

الجمعة، 24 أغسطس 2012 09:58 م
محمد تاج يكتب تعددت الأسباب والموت واحد الرئيس محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الموت هو الحقيقة الوحيدة فى هذا العالم الملىء بالصخب على كافة الأنحاء فى حياتنا الدنيا التى جذبتنا إلى ما هو أبعد من نطاق العيش.
بتنا نخاف أكثر مما يجب بالرغم من أن الحياة فى النهاية إلى زوال وأن الدوام لله تعالى وللجنة أو النار فيما بعد ، ولكننا بتنا نلغى تلك المعلومات من أذهاننا وبتنا نعد أن الجنيه والدينار هما أساس الكون و"إللى معاه قرش يسوى قرش" وكل ما يرد على الآذان من تلك الجمل التى نعانى منها وباتت جزءا لا يتجزأ من حياتنا الدنيا إذ أن الخوف صار جزءا من النفس البشرية وبتنا نسمع بالفوبيا أو الهلع الزائد عن الحد وأنواع شتى منه منها الخوف من الصعود للأماكن المرتفعة، أو السفر عبر الطائرات أو البحر أو حتى القطارات وأكثر من ذلك الخوف من الألوان والخوف من الأكل ولكن فى النهاية لا مفر من الموت كما قال الله جل وعلا " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة" . صدق الله العظيم
سبب تلك الكلمات هو خبر قرأته فى إحدى الصحف المصرية فى ثانى أيام عيد الفطر المبارك عن تأمين صلاة الرئيس "محمد مرسى" فى (مسجد عمرو بن العاص) أول المساجد المصرية من حيث البناء والقيمة التاريخية وكان الخبر يفيد بأن أكثر من عشرة آلاف عسكرى كانوا فى حماية الرئيس وأن هناك أكثر من 12 بوابة إليكترونية وأن كافة المصلين تم تفتيشهم ذاتيا وأن البعض الآخر تم منعه من الصلاة فى الصفوف الأولى حتى أحد الصحفيين "خالد وربى" منع وتم قطع قميصه وتعدى عليه أحد الضباط بالسب لمنعه من الصلاة فى الصفوف الأمامية التى كانت حكرا على الأمن والحرس الجمهورى وشباب الإخوان وأن الموكب تم تأمينه بحيث يدخل الرئيس من الباب الرئيسى، ولكنه دخل من الباب الخلفى وحين الخروج تم غلق كافة الأبواب عدا باب واحد ليخرج هو منه فضلا عن القناصة الذين انتشروا على أسطح المسجد لتأمين "صلاة الرئيس".

لن أدخل فى جدال قد يعتبره البعض "غريبا" إن تحدثت عن وضع هؤلاء القناصة هل كانوا يرتدون "البيادات" فى أقدامهم أعلى المسجد أم كانوا بدونها فى ذاك الوقت؟.

ولكنى سأتحدث فى شىء آخر أكثر تركيزا وهو أن بيت الله هو الملاذ الآمن من كل شر كما قال فى كتابه الحكيم "ففروا إلى الله" إذن الحماية والرعاية من الله جل وعلا حينما تضطرب قلوبنا أو نشعر بالخوف نلجأ إليه ونلوذ ببيته وبيوت الله فى الارض المساجد فما الداعى لتلك الترسانة العسكرية التى لم تكن موجودة أيام اعتكاف الرئيس فى العشر الأواخر من رمضان.

هل كان الرئيس مطمئنا أثناء صلاته تلك فى ظل تلك الحماية العسكرية الرهيبة؟
فى رأيى الشخصى لا ... لم يكن مطمئنا ولا المصلون أيضا.. كيف بى الحال كمصل أصلى بين يدى الله وأعلى رأسى بندقية مصوبة نحوى وأنا أعزل فى صلاتى.

حينها الاضطراب سيكون سيد الموقف إذ أن المساجد خلقت ملاذا وأمانا للبشر لا مصدر لاضطراب القلب وخوفه.
لى هنا ثلاث وقفات مختلفة
الأولى فى عهد الفاروق "عمر بن الخطاب " طيب الله ثراه حينما كان يصلى فى المسجد بالمسلمين وكان قد رأى رؤية فى منامه سابقا مفادها أن أحدا سيؤذيه وكان المنام فيه "ديك" فعلم أنه من غير المسلمين وحمد الله على ذلك لأن ذلك معنى ودليل على عدالته بأمر المسلمين ومع ذلك لم يطلب حراسة فى المسجد وصلى بالمسلمين حتى حدث ما حدث من "لؤلؤة المجوسى" الذى قتل الفاروق عمر فى بيت الله ووافته المنية.

الوقفة الثانية حينما كان يصلى الرئيس اليمنى على عبد الله صالح صلاة فى المسجد وانفجرت فيه قنبلة أصابته بإصابات فى وجهه وكان له عمر وأجل ليسافر ليقوم بجراحة ثم يعود لتسليم السلطة فى اليمن وأخيرا الوقفة الثالثة والتى كانت فى ميدان التحرير وكان الرئيس "مرسى" ينحى الحراسة جانبا ويفتح زر الجاكيت ليبين للناس فى الميدان أنه لا يخاف إلا الله وأنه لا يلبس قميصا مضادا للرصاص.
لم يحدث هذا فى صلاة العيد فى "مسجد" وهو بيت الله مع عدد قليل من المصلين.

الأمثلة الثلاثة السابقة تشترك فى كونها حكاما بغض النظر عن أى شىء آخر وأن الأعمار بيد الله وأن الخوف لا يجوز أن يكون فى بيوت الله ما يجعل المصلى قلقا ومن حوله أكثر قلقا واضطرابا من تلك الترسانة الحراسية.
أعتقد أنه لا خوف داخل بيوت الله وتعددت الأسباب والموت واحد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة