تحت عنوان "تواصل مصر مع الصين وإيران مقلق للسياسة الخارجية الأمريكية"، علقت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية على التغير الواضح فى السياسة الخارجية للرئيس الإسلامى محمد مرسى واختلافها عن السياسة المتبعة فى عهد الرئيس السابق، حسنى مبارك، وذهبت إلى أن زيارته لكل من الصين وطهران يعكس تحول دفة سياسته الخارجية بعيداً عن الولايات المتحدة والغرب.
وقالت الصحيفة فى تقريرها الذى أعده ديفيد شينكر وكريستينا لين، إن زيارة الرئيس مرسى للصين تلبية لدعوة نظيره الصينى الرئيس هو جينتو، سترتكز على المزيد من الاستثمارات هناك فى محاولة "للتخلى عن القروض والمساعدات"، وسيسافر مرسى من الصين إلى دولة لم يزورها رئيس مصرى لأكثر من 30 عاما، وهى إيران وذلك لحضور قمة عدم الانحياز، واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن هذه الخطوة تعد تقارباً يعكس طموحاً جديداً بالتخلص من مليارات المساعدات الأمريكية والتمويل الغربى.
ورأت "لوس أنجلوس تايمز"، أن هذه الخطوات تظهر تحولاً فى السياسة الخارجية المصرية يشبه تحول الرئيس الأسبق، أنور السادات بعيدا عن الروس وطردهم عام 1972 واقترابه من الغرب.
ومضت الصحيفة تقول إن التقارب مع طهران يعد محورا جديدا فى تغير السياسة الخارجية، فالعلاقات بين طهران والقاهرة اتسمت بالبرود طيلة الـ30 عاما الماضية، بينما لا يزال يحتفى النظام الدينى هناك باغتيال السادات، لافتة إلى أن هذه الزيارة ربما تسامحت معها واشنطن إذا كانت لا تزال فى عهد الرئيس مبارك، نظرا لاهتزاز فكرة الحليف الرئيسى للولايات المتحدة. ومع الجدل الواسع الذى يثيره البرنامج النووى الإيرانى، يعد توقيت هذه الزيارة "استفزازيا عن عمد"، على حد قول الصحيفة.
وما يزيد الطين بلة بالنسبة للولايات المتحدة، تعزيز العلاقات المصرية مع الصين، ربما يخيفها أكثر من إيران، وذلك لخشيتها من أن تغير السياسة الخارجية سيؤثر سلبا على العلاقات مع إسرائيل، شريك السلام، كما أن إيران والصين ما بعد الثورة أغلب الظن ستكونا شريكيتين حيويتيين لمصر الإسلامية.
ورغم أن وضع مصر الحالى الذى يتسم بعدم الأمن وسوء الوضع الاقتصادى لا يمثل فرصة كبيرة للصين، إلا أن تعزيز علاقاتها مع هذه الدولة المضطربة سيمنح بكين موضع قدم فى منطقة البحر الأبيض المتوسط وسيوفر لها ميناء، فمرسى يمكنه أن يسمح بدخول السفن الحربية الصينية عبر قناة السويس، مثلما كان يسمح للولايات المتحدة، الأمر الذى سيثير استحسان الصين، والتى تحتاج أن تحمى استثماراتها فى البحر المتوسط والبحر الأسود.
وأضافت الصحيفة ميزة أخرى للصين تنبع من علاقاتها مع القاهرة متمثلة فى الحصول على التكنولوجيا الأمريكية فى مصر وأغلبها فى السلاح، واستبعدت الصحيفة أن يحمى مرسى التكنولوجيا العسكرية الأمريكية مثلما فعل مبارك.
ولن تكون الصين المستفيد الوحيد من تعزيز العلاقات، على حد قول الصحيفة، فمصر كذلك ستحصل على مصدر جديد للمساعدة، فى الوقت الذى لن تبالى فيه بكين بقمع الحريات وتقييد حقوق المرأة وسوء معاملة الأقليات مثلما تعبأ الولايات المتحدة. غير أنها فى الوقت نفسه، جاهزة بالأموال ومصر ستستفيد من رواج الاستثمار الأجنبى بمجرد إعادة الأمن.
لوس أنجلوس تايمز: تعزيز علاقة مصر بإيران والصين يعكس تغير السياسة الخارجية فى عهد مرسى وابتعادها عن أمريكا والغرب.. التقارب مع الدولتين يهز صورة الحليف الرئيسى لواشنطن
الجمعة، 24 أغسطس 2012 01:39 م