قال الدكتور إبراهيم أمين، من علماء الأزهر الشريف، اليوم الجمعة: يا أيها الوزراء والسفراء والمسئولون أنتم لا تعبدون الرئيس، بل تعبدون الله الواحد القهار، فلا يمكن أن تخونوا الله وأنتم تظنون أنه لا يعلم، فهو اللطيف الخبير، والإسلام علمنا أن تكون المراقبة لله أولاً رب العالمين، فنحن لا نعبد جماعة ولا رجلاً ولا فرقة ولا عالماً، إنما نعبد الله، وهو الحى الذى لا يموت، ومن يفعل غير ذلك من المنافقين والخائنين لله وللوطن والمتقاعسين عن العمل فإن مالهم حرام، وراتبهم الذى يأخذونه من الدولة حرام.
وأضاف "أمين" خلال خطبة الجمعة بمسجد التليفزيون "ماسبيرو" على كورنيش النيل بالقاهرة: يجب علينا ألا نقف ضد التيار، وألا نقف ضد الجماعة، لكن علينا أن نساهم فى تقدم وطننا، بالتعاون مع أى "توجه"، لكن الذين يشركون مع الله شيئا فلن يفلحوا أبدا، لأنهم تركوا تعاليم الإسلام.. فعن أبى هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معى غيرى تركته وشركه).. وقال تعالى أيضا: ( وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإن مَّاتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِى اللهُ الشَّاكِرِينَ).
وأشار الدكتور أمين إلى قول الله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".. "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى كتاب الله وسنتى".. ونجد أن رؤساء و وزراء يرددون بعض هذه الآيات والأحاديث، ثم يتضح لنا أنه كان وكان وكان.. ويا أيها المصريون آن الأوان لأن نمد أيدينا لأمن مصر، هذه الأرض التى ترعرعنا فيها، وفى نعمتها التى أتمها الله تبارك وتعالى، فعلينا أن نرد الجميل لهذا البلد.
وأكد خطيب ماسبيرو، على أن تلك الأمانة لا يحملها سوى العقلاء، وهؤلاء العقلاء يحملون هذه الأمانة لله وليس للسياسة، ولا للحكم ولا للمنصب ولا لغرض ما، لأن من يحمل الأمانة لغرض شخصى يكن من المنافقين الكافرين، لافتاً إلى أنه يردد هذا الكلام لأن جميع البلاد فى مختلف أنحاء العالم تنتظر عودة عافية مصر وقوتها، من خلال جيش مصر، وعلمائها ورجال مصر الأوفياء الشرفاء ونساءها المخلصات، خاصة أننا نستمع لمن يتحدث ساعة بعد ساعة ومن منبر إلى منبر ومن برنامج إلى برنامج من يدفع بمصر إلى الأمام، لكن يريد آخرون أن نتأخر، ونسير 1000 خطوة إلى الخلف.
وتساءل الدكتور إبراهيم أمين: "هل أنت مصرى مؤمن بالله؟" فإن لم تكن مؤمن بالله فأناشد فيك المصرى الآدمى، خاصة أن الله عز وجل ذكر مصر فى القرآن الكريم بخيراتها وعلمائها وبركاتها وزرعها وصحراءها وأراضيها وكنوزها، فهل حبل الله يأمرنا الآن فى هذه اللحظة بالتشرذم والتفرق، وهل هذا الوقت مناسب لنقول أننا نخشى من "أخونة الدولة"، ووجود حزب وطنى جديد؟.. فيا أخى أنت فى مصر، وإن كان هناك منافقين أو كذابين أو دجالين فى مناصب لا يستحقونها، فكما أعطاهم الله الملك، سوف ينتزعه منهم، فهذا وعد الله فى كتابه، فأين ذهب فرعون و قارون، وأين ذهبت كل دولة جبارة ظالمة، فلماذا يخون بعضنا البعض بأمر مرهون فى العقول، وليس على أرض الواقع؟ فلا أحب أن تذهب مصر إلى هذه المرحلة الخطرة، حتى تقع مصر ولا تقوم لها قائمة.
خطيب ماسبيرو: أيها الوزراء والمسئولون أنتم لا تعبدون رئيساً ولا جماعة
الجمعة، 24 أغسطس 2012 02:42 م