أصبحت مهمة الأحزاب والقوى السياسية عبارة عن منابر لتخوين بعضها البعض فمنهم من يُتهم بعدم الوطنية ومنهم من يُتهم بالخيانة، ومنهم من يُتهم بالكفر ومنهم من يُهدر دمه ومنهم من يتهم بالخلط ما بين السياسة والدين .
فبدلا من أن تكون مهمة الأحزاب والقوى وضع الخطط والرؤى المستقبلية لنهضة الوطن أصبحت مسرحا للانتقاد وإخراج العيوب وخصوصا موضة هذه الأيام هى الخلط، إما خلط الدين بالسياسة أو خلط السياسة بأشياء أخرى وظهر هذه الأيام خلط السياسة بالتحرش الجنسى والذى يشتد خصوصا فى فترة العيد والتى يزداد فيها التحرش بسبب وبدون سبب .
فإذا تكلم الإخوان فى السياسة وتكلموا فى الجوامع وساعدوا المسلمين فى إقامة شعائر صلاة العيد أ أو خطبوا فى الناس اتهموا بخلط الدين بالسياسة، وإذا قامت الأحزاب والقوى الأخرى بمخالفة راء القوى الإسلامية اتهمت بالكفر والخروج عن مبادىء وأساسيات الدين وعدم الوطنية ولا يخفى علينا ما قامت به بعض الأحزاب بعمل حملات ضد التحرش الجنسى فى العيد فإذا بالبعض يتهمها بأنها تقوم بعمل الدعايا ولا ينقص سوى أن نتهمها بخلط السياسة بالتحرش الجنسى.
اعذرونى فى اللفظ أن هذا يسمى (لعب عيال) بدلا من أن تتجه الأحزاب والقوى السياسية إلى مهمتها الأساسية يتجهون إلى الانتقاد ولمن يقضى على الآخر فالأول يتهم الثانى بخلط الدين بالسياسة والثانى يتهم الأول خلط السياسة بالتحرش الجنسى، هذا هو حالنا الآن أصبحت عبارة عن خلط فى خلط وكأننا فى سوق الخلطبيطة .
إن السياسة لعبة قذرة لمن يلعبها سواء أحزابا دينية أو غير دينية ليبرالية أو علمانية فهى مبنية على الكذب والحيل والخداع وإلا فلن تكون سياسة ويحضرنى قصة أحد الزعماء البريطانيين وهو تشرشل إن لم تخونى الذاكرة (ذهب فى أحد الأيام لمقابر أحد الدبلوماسيين السياسيين فوجد على القبر مكتوبا يرقد هنا الصادق "فلان" فإذا به يضحك فسألوه لماذا تضحك قال إننى لأول مرة أعلم أن الدبلوماسيين صادقوي) ، فالسياسيون ما هم سوى كاذبين فى معظم مايفعلونه بالنسبة للجانب السياسى فمثلا يحق للدبلوماسى أن يكذب وأن يقول كلاما مخالفا للواقع لكى تسير الأمور وأكبر دليل على الكذب هو فتح سفارة فى اسرائيل وسفارة لهم فى مصر رغم أننا نكرههم وأيضا لم يتم طرد السفير السورى رغم الانتهاكات التى تحدث فى سوريا ورغم أن مصر تقف إلى جانب الثورة السورية ولكن سياسة، وعندما قال مرسى إنه يحترم جهود القوات المسلحة فى الفترة الانتقالية ويعطيهم الأوسمة ويمدحهم فى المناسبات فهو كذب أى جهود يشكرهم عليها الخراب والفساد إنها السياسة .
إذن فعندما يستخدم الإخوان أو الإسلاميون بصفة عامة السياسة لا تسمى خلطا بالدين وإلا ستصبح السياسة حكرا فقط على القوى غير الدينية وأيضا إذا رجعوا للدين للأخذ منه فى السياسة فلا يسمى خلطا وإنما يسمى إتباع وإذا أساؤا استخدام أمور الدين فى السياسة فهذا لا يعنى أن الإسلام لا يحكم لأن الكل يعرف أن الإسلام هو ميزان عدل الله فى الأرض وإذا حسُن العمل بمبادئه تقدمت الأمة .
وايضا عندما تقوم الأحزاب والقوى السياسية القائمة على أساس غير دينى بعمل حملات ضد التحرش الجنسى أوحملات توعوية ضد أى شىء آخر لا يسمى هذا خلط بالتحرش الجنسى وإن كانت هذه هى السياسة فمن حق الجميع أن يقوم بالدعايا لحزبه سواء على أساس دينى أو غير دينى ولكن لا ندخل الدين فى الموضوع ونقول خلطا بالدين .
إذن فعلى الأحزاب الدينية وغير الدينية والقوى السياسية أن يلعبوا لعبتهم "السياسة " دون أن يتهم البعض الآخر بالخلط مابين الدين والسياسة واتركوا الدين وشأنه فمن أراد أن يأخذ به فلا يسمى خلطا ولكن اتباع ومن لم يرد فأنت حر مالم تضر .
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة