فين أيام زمان كانت فعلاً أيام جميلة، فيها ناس محترمة، على الأخلاق متربيين، كنت تلاقى فاطمة ومارى فى الأتوبيس من شغلهما راجعين ويلبسو زى مايلبسو هما فى لبسهم حٌرين.
مافيش حد كان يعاكسهم لولابسين ب"كم" أو "كت" وبحريتهم ماشيين. ولا حد كان يفكر يعاكس، كانت ناس محترمة الكل فى حاله ماشيين، كان فيه شهامة وجدعنة .
كمان كان فية بركة فى الوقت وفى المرتب، كان الموظف يرجع من شغلة بعد الضهر يتغدى ويرح له ساعتين ويقوم يلاقى وقت يقعد يشرب الشاى فى البلكونة يحكى مع ولاده وكلهم يبقوا مبسوطين. والمرتب مكفى والحمد لله وبالعيشة راضيين، ولو فيه فرح أو حالة وفاة فى الشارع تلاقينا كلنا كاننا بيت واحد متجمعين والكل يساعد، تعالو نشوف الأيام دى بدل منتقدم فى الحياة بعد سنة 2000 بقينا راجعين لوراء.
البنت مهما تلبس طويل و"بكم" أو واسع تلاقى برضو عليها العين ومن لسانهم تلاقى البنات مش سالمين. الولاد عندهم قاموس معاكسات ملىء بأبشع الألفاظ ما يفكرش لـ"لحظة" إن الدور هيجى فى يوم على أخته!
مبقاش فيه أمان زى زمان، أول ما البنت تخرج من البيت لو رايحة الجامعة أو شغلها يفضل قلب الأم عليها قلقان، وكل خمس دقايق تتصل بيها "ها يابنتى أنتى فين؟"، لحد ما ترجع للبيت .
والموظف ياعينى على الموظف.. بدل الشغلانة بيشتغل شغلانتين وتلاتة وياريت مكفى مبقاش فية بركة، ويرجع بالليل تعبان مهدود من كتر التعب، لا يلحق يحكى مع أسرته ولا أولاده حتى يشوفوه، فين أيام زمان؟ هو إيه حصلك يا مصر..؟!!
