أصدرت ورشة الزيتون، بيانًا أعلنت فيه عن رفضها التام لتصريحات الدكتور عصام العريان، القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والتى قال فيها، "إن التيار اليسارى فشل – حسبما يرى - بسبب النفوذ اﻷجنبى والتمويل الخارجى والهاجس اﻷمنى والتشرذم والتفتت وإهمال دور الدين، بل احتقاره - بحسب وصفه - والنخبوية والتعالى على الشعب أبرز أسباب فشل اليسار"، وحبس إسلام عفيفى، رئيس تحرير جريدة الدستور، بتهمة إهانة الرئيس.
وأكدت الورشة فى بيانها على رفضها المطلق للتطورات الأخيرة بشكل مجمل، والتى رأت أنها تنذر بقدوم عصر انحطاط ديمقراطى وصفته بـ"السافر"، يذكرنا بضراوة التصريحات والإجراءات التعسفية التى كانت تحدث فى عهدى "السادات" و"مبارك".
وتتمثل هذه التطورات فى عملية ترتيب البيت الإعلامى والصحفى وفقًا لمتطلبات جديدة، والتى تفرض أنواعًا من السمع والطاعة والرضوخ لكل ما يقال ولكل ما يحدث، حتى لو كان الرضوخ يأتى بالتعدى بالضرب والبلطجة على الإعلاميين أثناء تأدية واجبهم الوظيفى، مرورًا بالتغييرات الجبرية لرؤساء تحرير الصحف، ثم تصريحات الدكتور عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، هذه التصريحات التى أهان فيها العريان القوى اليسارية والليبرالية، وحرض عليها باتهامه لها أنها قوى تحتقر الدين والقيم الروحية للمجتمع، ونعتها بالفشل متعللاً بأنها لا تضع الدين الإسلامى فى حساباتها، وهذه تصريحات مُهينة وغير صحيحة، فهو لم يتعلم قراءة التاريخ، ويحاول صياغته بعقلية الإخوان التكفيرية.
إن خطورة هذه التصريحات أنها تعمل على تأجيج الفتن، وإحداث وقيعة أكيدة بين أبناء الشعب المصرى، وتعمل على التفريق لا التوحيد فى مرحلة حساسة تمر بها البلاد، ومن واجب أى وطنى ألا يزج بالبلاد فى معتركات طائفية كثيرًا ما عانينا منها، وعملت على تعويق المجتمع فى بنائه وتطوره، ولن تنتهى هذه التطورات بحبس الصحفيين كما حدث مع إسلام عفيفى، رئيس تحرير جريدة الدستور، مهما كنا نختلف مع طريقته فى إدارة الصحيفة.
وورشة الزيتون لا تحذر من مغبة هذه الأحداث والتصريحات الكارثية، بل تدعو كافة المعنيين من كتاب وصحفيين وإعلاميين ومبدعين للوقوف يد واحدة ضد هذه التطورات التى نعتبرها مقدمة تمهيدية لعصر ديكتاتورى لا يكتفى بتكميم الأفواه فحسب، بل سيشمل الحبس والاعتقال ويدخلنا من جديد فى موجة ظلامية لا نعرف متى تنتهى.
ووقع على البيان كل من الشاعر والناقد شعبان يوسف، هشام أصلان، أسامة ريان، سامية أبو زيد، محفوظ على، أحمد بهاء الدين شعبان، محمد البدرى، سمية التركى، ندى إمام، هويدا صالح، وآخرين.
عدد الردود 0
بواسطة:
esam
الحق باطل والباطل حق
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدي
مين دول