صدر مؤخرا عن الهيئة العامة المصرية للكتاب، الجزء الثانى من كتاب "روايات السيرة الهلالية بقنا" للكاتب خالد أبو الليل، ويتكون الكتاب من 19 فصلا من القطع الكبير "روايات الرواه، قصص متفرقة للرواه، مواويل من السيرة الهلالية، مربعات متفرقة من السيرة الهلالية، روايات الرواة المحترفين".
ويستعرض المؤلف من خلال فصول الكتاب السيرة الهلالية والقصة الفنية عن حياة بنى هلال وهجرتها من الشرق المقحل شبه الجزيرة الهربية إلى الغرب المزهر تونس الخضراء، فقد توقفت هذه السيرة عند انكسرات بنى هلال وانتصاراتهم فى صورة تبرز عادات المجتمع العربى وتقاليده، فى رحلة بحثه عن الكلأ والعشب تلك الرحلة البحثية، التى لم تنته فنيا بعد.
كما يتناول الكاتب أيضًا أن الهلالية قد تتشابه مع غيرها من السير الشعبية العربية فى حروبها وقصص الحب والمغامرات، التى تتضمنها فهى عبارة عن سلسلة من هذه القصص، ومع ذلك لها خصوصيتها على عدة مستويات والتى منها خصوصيتها على مستوى الدور الذى يلعبه فيها الشعر أو على مستوى امتدادها الزمانى والمكانى، وكذلك مدوناتها وتنوع روايتها وأيضًا استمراريتها وخصوصيتها على مستوى نهايتها المأساوية، التى هى فى الحقيقة، حيث تعكس مأساوية واقع معيش فى صراعاته الداخلية والمحتدمة وسلبياته المتعددة والمتكررة.
وقد أفاد الباحث عدم انتمائه إلى مجتمع قنا إذ واجه الباحث عدة مشكلات كان عليه أن يقوم بحل هذه المشكلات، فمن أهم هذه المشكلات، التى واجه الباحث بل ومن أصعبها هو غربة اللغة فى مجتمع تتعد لهجاته وتكثر فيه الظواهر الصوتية واللغوية الجديدة عليه، كما واجه الباحث أيضًا اتساع المساحة الجغرافية لمنطقة مكان البحث وتنوع الرواة بين الهواة والمحترفين وندرتهم فى الوقت نفسه، ولعل هذا السبب هو ما زاد من القيمة المعرفية للرواية لنتعرف من خلالها على واحد من المجتمعات الداخلية فى مصر وهو مجتمع قنا.
جدير بالذكر أن الكاتب خالد عبد الحليم حاصل على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية من جامعة القاهرة، كما حصل على ماجستير من نفس الكلية عن رسالته "الحكاية الشعبية"، دراسة ميدانية بمحافظة الزيتون، كما حصل على الدكتوراه أيضًا حيث كان عنوان الرسالة "السيرة الهلالية بمحافظة قنا" دراسة للراوى والرواة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة