يجب علينا أن لا نلتف حول المشكلات بل نعالجها ونواجهها بما تستحقه، كيف يصح بالعقل أن أنهى مدمن المخدرات عن الإدمان من غير أن أقدم له العلاج الكافى الذى يكفل له أسباب التوقف ويحجب عنه مغريات العودة؟!
كيف يصح هذا؟ وكذلك فى موضوعنا كيف تكون الحملة موجهة إلى الشباب للكف عن التحرش ولا نرى من يتكلم عن سبل المعالجة المنطقية التى تعالج المشكلة من كافة جوانبها - بقدر الإمكان - لمحاصرتها أو للتقليل منها؟
أنا هنا لا أدعو للرفق بالمتحرشين أو مدمنى المخدرات، ولكن أدعوا للقيام بالواجب كله - بما نستطيع وفى استطاعتنا الكثير والكثير - لا أن نقتصر ببعضه موهمين أنفسنا والناس أن هذا البعض هو الكل فنضيع أوقاتنا هدرا وتظل المشاكل بل تتفاحل!
أظهرت دراسة الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن عدد من وصلوا إلى سن الخامسة والثلاثين دون زواج - فى مصر - بلغ تسعة ملايين شخص، منهم ما يزيد على ثلاثة ملايين امرأة وستة ملايين رجل! وظاهرة العنوسة متفشية فى كل دول العالم العربى! وذلك غير ما دون هذا السن! فمن من البشر يطيق هذا الحرمان الجنسى؟! لا سيما فى مجتمعاتنا المشهورة بعادات وتقاليد تغذى هذا الحرمان وتهيجه، ونحن نستطيع محاربتها ومعالجتها ولا نفعل كارتفاع تكاليف الزواج بدون أى داع، وكالمعاملة التى يتعامل بها ملاك العقارات مع الشباب معاملة بروح تجارية لا إنسانية ولا اجتماعية، وكمدى الإغراء الجنسى والتهييج الذى تعج به منابرنا الإعلامية مصورة ومرئية!
وغير ذلك من الأساليب التى يعرفها المتخصصون كثير، ثم بعد ذلك يخرج هذا الشاب التعيس إلى الشارع فيجد البنات والنساء يلبسن ملابس تظهر مفاتنهن وتذوقها فى عين المسكين كما وصفهن نبينا - صلى الله عليه وسلم – بـ"كاسيات عاريات" هن كاسيات لكن كسوتهن تظهر مفاتن أجسامهن، فكيف يطيق الشباب المسكين كل هذه الإغراءات؟ يقول الأستاذ "سلامة موسى": "الاختناق الاقتصادى الذى يؤدى إلى التعطل، وكذلك الاختناق الجنسى الذى يحول دون الزواج، كلاهما عائق عن نمو الشخصية، بل كلاهما يدفع إلى الإجرام أو الرذيلة، والمجتمع الحاضر هو المسئول وحده عن هذا النظام، والنصح للفرد بأن يعالج هذه الحال بكيت وكيت هو كلام سخيف عقيم".
أدعو المفكرين والباحثين إلى القيام بحملة عامة على كل المستويات لتوعية الناس وتحريك الحكومة لمعالجة هذه المشكلة من كافة جوانبها - بقدر الإمكان - ولن نعدم باحثين ومفكرين درسوا المجتمع وتوصلوا لحلول إبداعية ولا ينقصهم سوى تعميمها على الناس لخلق وعيا عاما لديهم بها، ثم تأخذ طريقها للتنفيذ القانونى والإنسانى والشعبى.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة