اجتماع مفاجئ دعت إليه رئاسة الجمهورية، مساء أمس، ممثلى الطوائف القبطية فى مصر، وأجرى مسئول رفيع المستوى اتصالا من مقر الرئاسة فى الخامسة مساء بالكنائس الثلاث والطوائف الأسقفية الأجنبية، الممثلة فى مصر، ثم طلب المتحدث ممثلا عن كل كنيسة لحضور اجتماع عاجل مع الرئيس!
الأنبا مرقس، والذى حضر الاجتماع ممثلا عن أكبر وأقدم كنيسة فى مصر، وهى الكنيسة الأرثوذكسية، علم بموعد اللقاء قبيل انعقاده بساعتين وعلى الرغم من مرضه الشديد لإصابته بنزلة برد ألمت به منذ ما يقرب من ثلاثة أيام إلا أنه أسرع إلى القصر بعد أن أبلغ القائم مقام الأرثوذكسى الأنبا باخوميوس، الذى كان فى إثيوبيا لحضور جنازتى زيناوى والبابا باولوس، وسريعًا تناقش الطرفان حول ما سيطرحه مرقس فى الاجتماع على الرغم من أنه لم يكن يعلم ما سيناقش، وما هو الهدف من ذلك الاجتماع.
تكرر المشهد نفسه مع الدكتور القس مكرم نجيب، ممثل الكنيسة الإنجيلية، والذى أجرى اتصالا بقيادات الكنيسة، وعلى رأسها الدكتور صفوت البياضى، رئيس الطائفة، والمتواجد حاليا بقبرص، وكذا ممثلو الكنيسة الكاثوليكية، الذين حاولوا التجاوب مع قرار الرئاسة المفاجئ بتجميع مشكلاتهم وآمالهم لعرضها على سيادة الرئيس.
وفى داخل القصر الرئاسى أكدت مصادر عقب الاجتماع، أن ممثلى الكنائس قد جلسوا فى صالون القصر لمدة ربع ساعة قبل أن يستقبلهم الرئيس بحفاوة شديدة وترحاب، ثم يبدأ معهم الحديث حول مستقبل الوطن وشعور القيادة السياسية بهموم الأقباط والمصريين جميعًا، وأن الرئاسة لن تهمل شريحة فى المجتمع، وبعدها سأل الرئيس عما يريد الحضور طرحه عليه فبدأ ممثل الأرثوذكسية، أسقف شبرا الخيمة، بالحديث عن الاحتقان الطائفى وتهديده للاستقرار فى وطننا، لافتا النظر إلى ما شهدته قرية دهشور ليؤكد أن مرسى لن يسمح بأى تجاوز ضد مصرى أيا كانت ديانته وأن دور العبادة أيضًا عليها واجب كبير فى توعية المواطنين بخطورة الفتنة، والتأكيد على بث روح المحبة.
وأضاف المصدر أن مرسى استقبل أسئلة الحضور حول الجمعية التأسيسية للدستور وتشكيل الحكومة، الذى خلا من الأقباط عدًا وزارة واحدة بصدر رحب، غير أنه اكتفى بطمأنة ممثلى الكنائس حول حرصه على مشاركة الجميع فى العمل الوطنى، وعدم إقصاء أى فصيل على أساس سياسى أو دينى، وهو ما أصاب الحاضرين بنوع من الإحباط فقد توقع أغلبهم – وفقا للمصدر- أن مرسى دعاهم لهذا الاجتماع المفاجئ من أجل اطلاعهم على حزمة قرارات اتخذها بشأن الأقباط ومشاركتهم فى الحكومة وتعديل المواد المختلف عليها من جانبهم فى الدستور.
وأبدى مصدرنا اندهاشه من إصرار مرسى على الاجتماع بممثلين عن الكنائس المصرية فى ظل غياب اثنين من أهم قادة الكنائس القبطية فى مصر، حيث كان الأنبا باخوميوس لا يزال فى إثيوبيا وقت الاجتماع، بينما يمكث الدكتور صفوت البياضى بقبرص، لإنهاء بعض الأعمال المتعلقة بالكنيسة هناك، وقال المصدر إن القائم مقام هو الراعى الأول والمسئول عن الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر ودول المهجر وأفريقيا، وأن الثانى هو راعى الكنيسة الإنجيلية فى مصر ودول المشرق، وأضاف المصدر أن القيادتين السابقتين هما فقط أصحاب القرارات فيما يتعلق بمستقبل الأقباط فى مصر خاصة أن الأقلية القبطية فى مصر يمثل فيها الأرثوذكس نسبة 88% والإنجيليون نسبة 8% وباقى الطوائف 4% وعلى الرغم من وجود صانعى القرار وأصحاب الكلمة العليا للكنيستين الكبيرتين خارج مصر إلا أن الرئيس قرر بشكل مفاجئ أن يعقد ذلك الاجتماع ودون أن يعلن عن أية إجراءات سوف يتخذها بل اكتفى بالوعود والتأكيد على حق الأقباط فى وطنهم.
أخيرا علم "اليوم السابع" أن الرئيس محمد مرسى قد شدد على ضرورة منع أى تدخل خارجى فى الشأن الداخلى باسم الدفاع عن حقوق الأقباط، مؤكدا أن السلطة المصرية والحكومة مسئولان عن الدفاع عن حقوق المصريين جميعا، ولم يتطرق الرئيس للحديث عن مليونية الغد على الرغم من رفض الكنائس الثلاث المشاركة فيها وتحذير باخوميوس من المشاركة القبطية، كما تناول الرئيس ملف قانون بناء دور العبادة الموحد واعدًا الحضور بدراسته وعرضه على البرلمان فور إعادة تشكيله.
"اليوم السابع" تكشف كواليس الاجتماع الغامض.. مرسى اجتمع مع ممثلى الكنائس لمناقشة دعم الرئاسة والحكومة ورفض التدخل الخارجى فى شئون مصر.. مصادر: الرئيس تناول "التأسيسية" وبناء دور العبادة وتشكيل الحكومة
الخميس، 23 أغسطس 2012 04:42 م