صدر مؤخرًا، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد مجاهد، ضمن إصدارات مكتبة الأسرة، سلسلة إنسانيات، كتاب بعنوان "تربية سلامة موسى" لمؤلفه الراحل سلامة موسى، وهو كتاب يندرج فى سياق كتب السيرة الذاتية، معتمدا على منهج تقسيم مراحل حياته الشخصية وعلق عميد الرواية العربية نجيب محفوظ، على هذا الكتاب، بعد قراءته، فى طبعته الأولى عام1956 قائلاً: "إن تربية سلامة موسى كانت نبعاً لا ينضب من الأفكار والتجارب والطموحات التى ملأت عقلى وفكرى...".
ويبين الكتاب كيف كانت مرحلة الطفولة والصبا، فرصة سلامة موسى لرصد مقارنة بين قرنين، حيث ولد فى أواخر القرن التاسع عشر الميلادى، ونضج شابًا ورجلاً فى القرن العشرين، ورصد بعض المظاهر الاجتماعية التى تربى عليها.
وفى هذه السيرة لا يبدو سلامة موسى مؤرخًا لنفسه فقط، إذ أنه حين يترجم لحياته إنما يروى تاريخ العصر الذى عاش فيه، فهو شاهد على تقلبات هذه الحقبة الساخنة التى عاشها وشهد بزوغ الفكر الحديث فيها، وبدايات المشروع الحضارى والفكرى الذى يعد نفسه أحد أبرز أركانه الفاعلة والمؤثرة فيه.
ولد سلامة موسى عام 1887 فى الزقازيق بمصر، وانتقل بعد ذلك إلى القاهرة حيث التحق بالمدرسة التوفيقية ثم الخديوية حتى حصل على شهادة البكالوريا "الثانوية" عام 1902، وسافر إلى فرنسا حيث قضى فيها ثلاث سنوات وعاد إلى مصر وأصدر عام 1914 هو وشلبى شميل صحيفة أسبوعية اسمها "المستقبل"، وفى سنة 1930 أسس المجمع المصرى للثقافة العلمية.
وأصدر مجلة "المجلة الجديدة"، ومن مؤلفاته: مقدمة السوبر مان، الاشتراكية، الحرية وأبطالها فى التاريخ، الدنيا بعد ثلاثين عامًا، هؤلاء علمونى...وتوفى فى الرابع من أغسطس عام 1958.