قالت مجلة فورين بوليسى، إن المصريين باتوا يخشون الآن من اقتراب الرئيس الإخوانى محمد مرسى وجماعته من حافة الإستبداد، بعد الخطوات الجريئة التى اتخذها لفرض سيطرته على الجيش والجمع بين كافة السلطات التنفيذية والتشريعية معاً.
ومع ذلك يرى مارك لينش، المحلل السياسى وكاتب المقال، أن كلا من قرارات الإقالة والمخاوف المبالغ فيها، تبدو سابقة لأوانها، فلا تزال الساحة السياسة فى مصر تشهد استقطابا، مع اضمحلال مؤسساتها واستمرار تراجع الاقتصاد.
ويقول لينش، إن قواعد اللعبة لا تزال فى حالة تغير مستمر، مع عدم وجود دستور أو برلمان والنظر إلى القضاء من خلال عدسة الانحياز.
لكن اندفاع مرسى والإخوان المسلمين نحو السلطة، خاطر بإثارة رد فعل، ليس فقط من القوى المناهضة للإسلامين وإنما من الوسطيين الذين يخشون هيمنة أيديولوجية الإخوان وكذلك السلفيين وغيرهم من القوى الإسلامية التى تغار من وضع الإخوان.
ويؤكد الكاتب الأمريكى البارز أن الجيش قد يكون تلقى نكسة، ولكنه احتفظ بالقوة المؤسسية والاقتصادية واحترام الجمهور المصرى، وكذلك السلاح، ورغم أن القوى الثورية تنحت على الهامش فى الأشهر الأخيرة، لكن يمكن إحياء الشارع السياسى فى أى لحظة.
وأضاف أنه فى ظل بيئة الاستقطاب السياسى فى مصر، الذى يغذيه الجدل الإعلامى والذى يشهده المجال العام على الإنترنت، فلا توافق فى الآراء من المرجح أن يظهر قريبا.
وباختصار، يؤكد لينش، أنه من المبكر جداً الحديث عن الاتجاه الذى سيأخذ مرسى مصر له، وأى القوى التى ستتعاون معه أو ستتحرك ضده، فهناك عدد من النظريات الشائعة فى هذا الأمر، من بينهما عدم الثقة المتجذرة فى الإخوان المسلمين، فاحتكار مرسى غير المسبوق على السلطة والتحركات المزعجة ضد وسائل الإعلام المستقلة، تفسر الخوف من سعيه لفرض هيمنة الجماعة.
وآخرون يرون أن الجيش لا يزال مسيطراً، إلى حد كبير، إذ تم التضحية بكبار الجنرالات والدور السياسى العام مقابل ترسيخ السلطة وراء الكواليس، ولا يزال آخرون يعتبرون خطوة مرسى مهمة فى تعزيز الانتقال من الاستبداد إلى النظام الديمقراكى من خلال تأسيس سيطرة مدنية على الجيش.
ويختم لينش، قائلا، إنه لا يمكن الجزم بصحة أى من هذه الآراء، أو إذا ما كانت مصر تتجه نحو الدولة الدينية أم الديمقراطية وما إذا كانت على حافة الانهيار الاقتصادى والمؤسسى، غير أن العديد من المحللين يرون أن صياغة الدستور ستكشف عن الحقيقة.
فورين بوليسى: من المبكر الحديث عن الاتجاه الذى سيأخذ مرسى نحوه مصر
الأربعاء، 22 أغسطس 2012 05:51 م