د. حسن عبدالحميد الدراوى يكتب: أحبُّها من كل روحى ودمى

الأربعاء، 22 أغسطس 2012 12:04 م
د. حسن عبدالحميد الدراوى يكتب: أحبُّها من كل روحى ودمى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعونى أحبتى الفضلاء أُهنئكم بعيد الفطر المبارك وأَقُل لحضـــراتكم: كل عام وأنتم بألف ألف ألف خير.

فى العيد قابلت كل أحبتى فى قريتى مُهنئًا ومُعيِّدًا، صــــدقونى.. ما أحلى العيد فى القرية المصـــرية!!.. وقلت ما المانع من أن أســــتطلع ثقافة ركن من أركان المجتمع المصـــرى؟!

لقد وجدت الجميع يتمتعون بالحرية والديمقراطية فى الطرح وفى الكلام وفى التعبير.. ولكن لا أخفى عليكم؛ توجســــت خيفة من هذا.. لماذا؟ لأن تلك الحرية والديمقراطية فيها جرأة وفيها تعدٍّ واضح على هذا المجتمع.. نعم، ثورة الخامس والعشــــرين من يناير جاءت بالديمقراطية، وجاءت بالحرية، ولكن أخشــــى أن ينفلت زمامَا الحرية والديمقراطية من أيدينا..

ســــاعتها تذكرت علمًا كنا قد درســـناه، هذا العلم هو علمُ الجمال، أو فلســـــفة الجمال، هذا العلم يبحث فى الإبداع، إبداع الإنسان، وهو علم يهتم بتنفيذ قوانين النشاط الجمالى وأشكاله المختلفة وأحوال تطوره فى الوجود، والجمال الحسى للفرد.

فهو الثمرة المنظمة للجهود التى يبذلها كل فرد من أفراد المجتمع.

فالجمال عند العلامة "هيجل" هو عرض الصورة المثالية بشكل محسوس، ويرى أنه خاتمة حركة فى الفلسفة، تربط ربطًا وثيقًا بين مشكلة المعرفة ومشكلة التطبيق.

لذا أحســـســـت وأنا فى قريتى وبين أحبتى بأننا يجب أن نعود لدراســــة هذا العلم؛ ليشــعــر كل واحد منا بقيمة الجمال لهذا المجتمع وقيمة الحب والانتماء لهذه الأرض.

كذلك لتكون الرغبة فى النجاح والطموح والإرادة هى الأهم بين كل أفراد هذا المجتمع.

إن تعدد المفاهيم الدالة على الرغبة يؤكد التباس المفهوم وتشعب معانيه، أما الدلالة الفلسفية عند العالم لالاند" وفى معجمه الفلسفى فمضمونها أن الرغبة ميل عفوى واعٍ نحو غاية معلومة أو متخيلة، وضدها النفور aversion.

وهنا نتســـــاءل: ما الفرق بين الرغبة فى أن نكون أحســــن وأفضل، وبين النفور من تلك الرغبة؟ وهل الرغبة تحقق السعادة؟

نعم، الرغبة المنضبطة تُحقق الســــعادة للفرد ولمجتمعه.

إن البقاء الذى يضمنه تحقيق الحاجات الأساسية للفرد ليس إلا الحد الأدنى من الوجود، والإنسان فى هذا الجانب (البقاء) لا يتميز كثيرًا عن باقى الكائنات الحية، بل إن هناك عددًا من الكائنات الحية طورت استراتيجيات للبقاء لتتفوق كثيرًا على تلك التى طورها الإنسان، بل إن منها من يمتلك تقسيمًا للعمل مثل (النحل، والنمل)، وهى فى هذا تشترك مع الإنسان فى نوع حاجاته لكن درجة تعقد الحاجات الإنسانية أكبر بكثير.

إذا سلمنا بأن الفروق بين الحاجات الإنسانية والحاجات الحيوانية هى فروق درجة لا فروق نوع، فإنه لا يمكننا التسليم بهذا فيما يخص الرغبات، فالرغبة هى خاصية إنسانية محضة.

الرغبة لا تحمل صفة الضرورة الحيوية، ولا يعتمد بقاء الإنسان على إشباعها، بل إن إشباع بعضها قد يهدد هذا البقاء نفسه، لكن الإنسان يسعى جاهدًا من أجل إشباعها، وهنا يكمن تميز الرغبة الإنسانية عن الحاجة الحيوانية، فالإنسان يرغب فى أكثر مما يحتاج، وحياته هى مغامرة كبرى لتخطى سياج الضروريات فقط.

فهل نأخذ من النحل ومن النمل القيم والمبادئ والقدوة على العمل والتمســـــك بالحياة الكريمة والمنضبطة والبعد عن الانفلات بشــــتى صـــــوره؟..

أرجو ذلك حتى نتخطى صــــور الانفلات الفكرى والانفلات فى الحرية والديمقراطية.

فلْنرحمْ هذا البلد الأبى الكريم الذى كرمه رب العزة والجلال "مصـــــــــــــــر".

ولْنحبه ولنعشـــــقْه كما أحبه وعشـــــقه أهلونا، ولْنتباهَ ونَقُل:
مصر التى فى خاطرى وفى فمى
أحبها من كل روحى ودمى
ياليت كل مؤمن بعزها يحبها حبى لها





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة