
مسئول إسرائيلى: الدبابات المصرية دخلت سيناء دون تنسيق مع إسرائيل
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" زعم أحد المسئولين الإسرائيليين، والذى أكد خلالها قلق بلاده الشديد من جراء دخول الدبابات المصرية إلى سيناء، دون تنسيق مع الحكومة الإسرائيلية، معتبراً أن الإجراء المصرى يعد انتهاكاً واضحاً لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، والتى تم إبرامها منذ ثلاثة وثلاثين عاماً فى منتجع كامب ديفيد الأمريكى.
وقالت الصحيفة، إن المسئول الإسرائيلى، الذى رفض ذكر اسمه، بسبب توتر العلاقات بين البلدين خلال الأيام الماضية، طالب السلطات المصرية بضرورة سحب قواتها ودباباتها من سيناء، موضحاً أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تتبنى نفس المطالب الإسرائيلية فى هذا الصدد.
وأوضحت الصحيفة أن المطلب الإسرائيلى قد أثار ردود أفعال متعارضة فى القاهرة، موضحة أن المتحدث الرسمى باسم الرئاسة فى مصر أنكر تماماً استلام أية شكاوى من جانب إسرائيل حول تواجد دبابات الجيش المصرى فى سيناء، مؤكداً أن الإجراءات التى تم اتخاذها فى سيناء مؤخراً جاءت بالتوافق مع الجيش الإسرائيلى.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن مسألة دخول دبابات الجيش إلى سيناء فى أوائل هذا الشهر تبدو جزءاً من المناورة التى تسعى الحكومة المصرية الجديدة لإجرائها لتحقيق قدر من التوازن، خاصة فى ظل رغبة القيادة الجديدة فى مصر فى إجراء بعض التعديلات فى الجانب العسكرى فى معاهدة كامب ديفيد.
من ناحية أخرى، قالت "نيويورك تايمز"، إن إسرائيل تسعى لدعم الجهود المصرية التى تهدف إلى إعادة النظام والاستقرار إلى منطقة شبه جزيرة سيناء، دون أن يمثل ذلك تهديداً لأمن الدولة العبرية.
وتابعت الصحيفة الأمريكية، أنه على الرغم من أن الجانب العسكرى من اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية يحد كثيراً من التواجد العسكرى المصرى فى منطقة سيناء، وهو الأمر الذى يغضب القيادة فى مصر كثيراً، على اعتبار أن استعادة الأمن والاستقرار فى منطقة سيناء يتطلب وجود قوات إضافية وأسلحة ثقيلة.

انتقادات واسعة لتصريحات أوباما الأخيرة حول سوريا
علقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على التحذيرات التى أطلقها الرئيس الأمريكى باراك أوباما للنظام السورى، أمس الأول الاثنين، والذى اعتبر خلالها أن إقدام النظام السورى على استخدام الأسلحة الكيمائية لقمع المعارضة فى سوريا خطا أحمر، موضحة أن تلك التحذيرات قد لقيت انتقادات شديدة من قبل العديد من المحللين والمتابعين للمشهد السياسى فى سوريا.
وقالت الصحيفة، إن عدداً من المحللين اعتبروا أن تحذيرات أوباما قد اقتصرت فقط على إقدام الرئيس السورى بشار الأسد على استخدام الأسلحة الكيمائية، وهو ما رآه البعض تصريحاً من قبل الإدارة الأمريكية للنظام البعثى فى سوريا للاستمرار فى محاربة المعارضة باستخدام الدبابات والطائرات الحربية وغيرها من الأسلحة التقليدية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية البارزة، أنه بالرغم من أن العديد من مسئولى إدارة أوباما قد أكدوا أن تصريحات الرئيس الأمريكى كانت تهدف فى الأساس إلى تذكير الأسد ونظام بأن الصبر الأمريكى قد بدأ فى النفاذ من جراء العنف المتزايد فى سوريا، إلا أن العديد من الخبراء قد أعربوا عن تخوفهم من تفسير تلك التحذيرات بشكل يسمح للنظام السورى بالاستمرار فى ممارسة العنف تجاه المعارضة دون إجراء حاسم من جانب الولايات المتحدة.
وانتقد الخبير الأمريكى فى شئون الشرق الأوسط روبرت ساتلوف تصريحات أوباما الأخيرة حول سوريا، مؤكدا أن الصياغة لم تكن موفقة على الإطلاق، موضحا أن تحذيرات أوباما اقتصرت فقط على استخدام الأسلحة الكيمائية، وبالتالى فيمكن للنظام السورى استخدام كافة الوسائل الأخرى من أجل القضاء على معارضيه.
وأضافت الصحيفة أن تحذيرات أوباما للنظام الحاكم فى سوريا تعيد من جديد النقاش حول مسألة "الخطوط الحمراء" التى وضعتها من قبل الولايات المتحدة للنظام الإيرانى، حول البرنامج النووى، موضحاً أن إيران استطاعت أن تمتلك كافة المصادر التى تمكنها من إنتاج القنبلة النووية دون أن تتجاوز تلك الخطوط الحمراء التى وضعتها الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
وأبرزت الصحيفة تصريحاً للخبير السياسى الأمريكى كريستوفر شافيز أكد أن الأسد سوف يستمع فقط لما يريده دون الالتفات إلى أى شىء آخر، موضحا أن أوباما قد يتحرك إذا ما أخبرته أجهزة الاستخبارات الأمريكية عن أى نية للنظام السورى استخدام الأسلحة غير التقليدية التى تمتلكها سوريا.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الولايات المتحدة تراقب أربعة مواقع للأسلحة الكيمائية فى سوريا، موضحة أن المخاوف الأمريكية لا تقتصر على إقدام الأسد على استخدام تلك الأسلحة لقمع المعارضة فحسب، مشيرة إلى أن هناك قلقا أمريكيا بالغا من جراء سقوط تلك الأسلحة فى أيدى الجماعات الإسلامية التى تنتمى لتنظيم القاعدة أو الميليشيات التابعة لحزب الله اللبنانى.
وتابعت واشنطن بوست، أنه بالرغم من مرور أكثر من عام على مطالبة بشار الأسد بضرورة التنحى عن السلطة، إلا أن الإدارة الأمريكية ترفض تماما القيام بأى تدخل عسكرى مباشر فى سوريا، الأمر الذى أدى إلى تصاعد الحرب الأهلية فى سوريا، موضحة أن الولايات المتحدة قد منحت المعارضة بعض المساعدات غير العسكرية.
من ناحية أخرى، أبرزت الصحيفة تصريحات أدلى بها نائب رئيس الوزراء السورى قدرى الجميل، أوضح خلالها أن القوى الغربية تسعى للهجوم على سوريا وتبحث فى سبيل ذلك على أية أعذار، معتبراً أن تصريحات أوباما مجرد تهديدات إعلامية لها أهداف انتخابية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة.