السفير بركات الفرا ردًّا على تصريحات ليبرمان التى دعا فيها إلى التخلص من الرئيس عباس: إسرائيل دولة لا تعترف بأى قانون دولى أو ميثاق أممى.. وعلى الدول العربية اتخاذ موقف "حازم"

الأربعاء، 22 أغسطس 2012 02:57 م
السفير بركات الفرا ردًّا على تصريحات ليبرمان التى دعا فيها إلى التخلص من الرئيس عباس: إسرائيل دولة لا تعترف بأى قانون دولى أو ميثاق أممى.. وعلى الدول العربية اتخاذ موقف "حازم" السفير الفلسطينى لدى القاهرة الدكتور بركات الفرا
كتب محمد طنطاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استنكر السفير الفلسطينى لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، الدكتور بركات الفرا، تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلى أفيغدور ليبرمان التى دعا فيها إلى ضرورة التخلص من الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، وطالب الفرا المجتمع الدولى وأمريكا والعرب على وجه الخصوص باتخاذ موقف حازم ورادع من تهديدات ليبرمان التى وصفها بـ "العربدة السياسية"، مشيرًا إلى أنه يجب الأخذ فى الاعتبار هذه التهديدات، لأنه ليس هناك ما يمنع إسرائيل من اغتيال أبو مازن.

وقال الفرا فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع": إن الدول العربية لابد أن يكون لها موقف واضح وصريح إزاء هذه التهديدات، ولا يصح أبدًا أن تصدر الدول العربية بيانًا فقط تشجب فيه وتستنكر هذه التصريحات "الإرهابية" التى خرجت من شخص مسئول فى إسرائيل، كما أكد أن الشعب الفلسطينى والشعوب العربية والشعوب الحرة فى العالم لن تسمح أبدًا، مهما كان الثمن، بتكرار تجربة إسرائيل واغتيال الرئيس عباس.

وأضاف السفير الفلسطينى لدى القاهرة أن هذه التصريحات لم تكن وليدة اللحظة، وإنما كان هناك تهديدات من مسئولين إسرائيليين بضرورة التخلص من السيد الرئيس. وتساءل: هل هذه دولة؟ وهل هذه دولة تريد السلام؟ وهل هذه دولة تعترف بميثاق أممى أو دولى؟ وهل هذه دولة نستطيع أن نثق فيها؟

وتابع الفرا: إن المسئول عن هذه التصريحات هو الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها "الراعية الدائمة لإسرائيل"، ويجب على أمريكا أن تتدخل لوقف "العربدة الإسرائيلية"، التى يطلقها المسئولون الإسرائيليون دون مراعاة للقانون الدولى أو للدبلوماسية، أو حتى للأعراف والقيم الإنسانية والأخلاق العامة.

وردًّا على سؤال حول إمكانية أن تقوم إسرائيل باغتيال الرئيس محمود عباس قال الفرا: إننى لا أستبعد أن تقوم إسرائيل بذلك، لأن هذا الأسلوب وهذه الأفعال تعرفهما إسرائيل جيدًا بل وتتقنهما، فهى اغتالت الشهيد أبو عمار، وسبق عملية اغتيال أبو عمار تصريحات "غير مسئولة" صدرت من مسئولين أيضًا فى الحكومة الإسرائيلية.

وشدد الدكتور الفرا على أنه على الجامعة العربية والحكومات العربية اتخاذ موقف حازم، وقال: "كيف يقبل الرؤساء العرب بأن تصدر دعوات لاغتيال رئيس عربى؟". لافتًا إلى أنه ليس هناك ما يمنع إسرائيل من اغتيال الرئيس محمود عباس.

كما شن المسئول الفلسطينى هجومًا شديدًا على الولايات المتحدة الأمريكية، وقال: إنه لولا أمريكا لما جَرُؤ شخص مثل "ليبرمان" على أن يتحدث بهذا الأسلوب، وأن يهدد رئيس دولة عربية بالقتل؟ مشيرًا إلى أنه يعتقد أن هذه التصريحات ترضى المسئولين فى الولايات المتحدة الأمريكية.

كما تساءل الفرا: "كيف لمسئول دبلوماسى أن يقوم بهذه "العربدة الإجرامية"، وكيف لكيان يدعى أنه دولة أن يسمح لحرس خاص "بودى جارد" بأن يكون فى منصب دبلوماسى رفيع وأن يحدد السياسة الخارجية لدولة؟".

وتوقع الفرا أن تقوم إسرائيل بتنفيذ هذه التهديدات إن لم يكن هناك موقف جاد وواضح وصريح من الدول العربية والمجتمع الدولى، كما طالب إسرائيل والحكومة الإسرائيلية بضرورة محاكمة هذا المسئول وإقالته إن كانت فعلاً تدعى أنها دولة حرة وديمقراطية.

ووعد المندوب الفلسطينى الدائم لدى جامعة الدول العربية بمواصلة طرحه "العربدة الإسرائيلية" فى اجتماعات الجامعة العربية، وقال: إننى بالفعل تقدمت بمذكرة للجامعة العربية وأثرت فيها هذه التهديدات، لأن حياة الرئيس عباس هى مسئولية كل الحكومات والدول العربية.

كما دعا السفير بركات الفرا الشعب الفلسطينى بكل فصائله وطوائفه إلى التوحد والالتفاف حول قيادته ورئيسه ونسيان الخلافات، وقال: أنا أؤكد أن الشعب الفلسطينى بأكمله لن يسمح بالمساس برئيسه، وإذا كانت إسرائيل تعتقد أن فصيلين من الشعب الفلسطينى منقسمان وسيسهل هذا عليها مهمتها فأنا أقول إنها بذلك تكون واهمة، فالشعب الفلسطينى واحد خلف قيادته السياسية ورموزه أيًّا كانت اتجاهاتهم وأيًّا كانت انتماءاتهم.

وكانت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية قد كشفت صباح اليوم، الأربعاء، عن مضمون رسالة لوزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان وجهها أمس إلى وزراء خارجية الرباعية الدولية يطالب فيها بتحديد موعد لإجراء الانتخابات العامة فى مناطق السلطة الفلسطينية بهدف استبدال الرئيس محمود عباس باعتباره "عقبة أمام تقدم عملية السلام".

وأعادت رسالة ليبرمان إلى الأذهان الحملة التى قادها رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرائيل شارون ضد الرئيس الراحل ياسر عرفات والتى أدت إلى اغتياله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة