وزارة المرافق تعلن الطوارئ وترفع عينات من محطات المياه والآبار بالمنوفية.. وتؤكد عدم صحة تلوث المياه.. والمحافظ: قبضنا على مروجى الشائعة.. وأهالى المصابين يقطعون الطريق ويطردون عضو الحرية والعدالة

أعلنت وزارة المرافق، حالة الطوارئ ورفع عينات من كافة محطات وآبار المياه بمحافظة المنوفية، وذلك بعد تردد أنباء عن وجود حالات مياه واستقبال مستشفيات المحافظة أكثر من 30 مصابًا، والتى ارتفعت لتصل أكثر من 1000 مصاب، كما رددت بعض وسائل الإعلام، حيث صرح مصدر بمستشفى منوف العام، أن المستشفى استقبل مساء أمس، الاثنين، 30 حالة من أهالى قرية صنصفط، مشتبه فى تسممهم نتيجة شرب مياه ملوثة.

وأضاف المصدر، أن الحالات جميعها مصابة بنزلات معوية، نتيجة شربهم من مياه ملوثة، وحالتهم مستقرة الآن، وهناك بعض الحالات التى غادرت المستشفى فى وقتها بعد تحسن حالتهم الصحية، نافياً أن تكون هناك حالات مشتبه فيها قد وصلت من قرى أخرى غير "صنصفط"، مضيفًا أن هناك شكوكًا حول محطة مياه الشرب بالقرية، وتم إرسال فريق وقائى للمستشفى لأخذ عينات منهم وعينات من محطة المياه بالقرية، وإرسالها إلى المعامل المركزية بالقاهرة لمعرفة سبب التسمم.

وبدوره نفى العميد محيى الصيرفى، المتحدث باسم وزارة المرافق، ما تردد حول وجود تلوث فى المياه بمحافظة المنوفية، مؤكدا أن هذه المعلومات عارية تمامًا من الصحة، وأنه تم أخذ عينات من كافة محطات المياه المتواجدة داخل المحافظة، وكذلك الآبار، والتى أثبتت عدم وجود أى نوع من أنواع التلوث، كما أشيع.

وأضاف الصيرفى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن تلك الشائعة صدرت من إحدى قرى محافظة المنوفية، وسريعا ما انتشرت فى كافة أنحاء المحافظة، لافتا إلى أن هناك من هم أصحاب مصلحة فى ترويج مثل تلك الشائعة من أجل بيع المياه للمواطنين، مؤكدا أنه تم ضبط أحد أصحاب آبار المياه قام بتركيب فلتر وبيع المياه للمواطنين بالرغم أنها غير جيدة.

وأوضح أن هناك تنسيقا مستمرا بين الوزارة ووزارة الصحة للاطمئنان على جودة المياه، وأن كافة العينات، التى تم رفعها من المحطات والآبار تم إرسالها مباشرة لوزارة الصحة، لافتا إلى أنه يتم ضخ كلور داخل الشبكة على المياه الصادرة من الأبار، وأن الشركة القابضة والوزارة اتخذت كافة الإجراءات المناسبة ورفعت حالة الطوارئ بعد تردد تلك الشائعة.

من جانبه، أكد المستشار أشرف هلال، محافظ المنوفية، أنه تم القبض على مروج شائعة تلوث المياة بإحدى قرى المحافظة، وتم إحالته للنيابة للتعرف على الأسباب الرئيسية من وراء ترويجه لتلك الشائعة، وهل هناك من يعاونه أم لا.

وأضاف هلال، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن كل ما أثير حول وجود حالات تسمم من المياه غير صحيح، وأن حالات التسمم التى استقبلتها بعض المستشفيات ليس لها علاقة بالمياه، مشيرًا إلى أنه تم رفع عينات مياه من كافة المحطات المياه بالمحافظة للتأكد من ذلك وثبت أنها جيدة ولا يوجد بها أى تلوث أو سموم.

وأوضح هلال، أن معظم الحالات، التى استقبلتها المستشفيات مستقرة، بعد تقديم الإسعافات المناسبة لهم، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا دائما بين المحافظة والشركة القابضة للمياه، وكذلك وزارة الصحة حول ذلك.

وكان الدكتور الدكتور محمد سلامة، مدير مستشفيات الحميات، قد أوضح أن جميع الحالات المصابة من قرية صنطفط، تعانى من "نزلات معوية – إسهال – وقىء، وأنه تم عمل الإسعافات اللازمة، كما تم إرسال عينات عشوائية من مياه القرية وجميع القرى المجاورة إلى المعامل المركزية لوزارة الصحة، تحسباً من انتشار حالات التسمم فى المحافظة بأكملها، فى حال التأكد من وجود تسمم حقيقى بالمياه.

وفى سياق متصل تجمهر أهالى قرية منوف أمام المستشفى احتجاجًا على إهمال المسئولين والاطمئنان على صحة أقاربهم، حيث كان مستشفى منوف قد استقبل عددا مصابا بفيروس الدوسانتريا البكتيرية مساء أمس الاثنين، وحصلت "اليوم السابع" على قائمة بتلك الأسماء، وهم أمير طارق محمد السيد 4 سنوات، ومحمد حسن أحمد حسن، وعبد المحسن صلاح أحمد بيرو 11 سنة، وأحمد صلاح أحمد بيرو 12 سنة، وعبد الرحمن سامى عبد الرحمن، 18 سنة، وعبد الرحمن محمد حمزة حماد 12 سنة، ووجدى صباح عبد الحليم حماد 12 سنة، وإسراء صباح عبد الحكيم 14 سنة، وإبراهيم صباح عبد الحكيم 13 سنة، وريماج محمد فكرى غنيم 18 سنة، ودرين حمدى عبد الواحد 27 عامًا، وكذلك شيماء محمود حسن 23 عام، وسعيدة عبد ربه مصطفى عبده 35 عامًا، وكوثر محمد شعبان عبد الحكيم 12 عامًا.

كما تضمنت القائمة صطفة سعيد محمد سلطان 15 عاما، محمد خالد مغاورى 9 سنوات، وأحمد سمير عبد النبى فليفل 14 سنة، وأسماء فتح الله أحمد فليفل 22 سنة، ومحمود طاهر إبراهيم فلفل 24 سنة، وإبراهيم طاهر إبراهيم فليفل 25 سنة، وباسم حسن يوسف كرلة 27 سنة، محمد حسن يوسف كرلة 34 سنة، وإيمان سعيد عزمى كرلة 19 سنة، وعماد محمد حميدة غنيم 25 سنة، وإيمان ربيع عبد العال 19 سنة، ومنة أحمد طلبة الغندور عام ونصف، وأحمد رضا عبد الفتاح فوده 9 سنوات، وملك صلاح ثابت عبد الفتاح عام ونصف، وحسن خميس حسن عاشور 12 سنة، وسماح سعيد عبد العظيم شهيد 30 سنة، ودعاء أشرف عويس غانم 10 سنوات، وأميرة أشرف عويس غانم 14 سنة.

فيما ارتفعت حالات الإصابة لأكثر من 1000 مصاب بالتسمم فى القرية، وتم نقل عشرات الحالات إلى مستشفى منوف العام، حيث أجريت لها الإسعافات اللازمة، بعد ظهور أعراض متشابهة على المصابين جميعًا، وهى ارتفاع حاد فى درجات الحرارة ومغص وقىء وإسهال، حيث استقبل مستشفى منوف العام نحو 50 حالة، فيما تم نقل حالات أخرى إلى مستشفى حميات منوف، وعلاج حالات أخرى بمعرفة الوحدة الصحية وعدد من الأطباء فى القرية.

وقال الدكتور محسن عبد الرازق نائب مدير مستشفى منوف العام إن التقارير الأولية وتحليل عينات المياه التى تم سحبها من محطتى المياه بالقرية، الأولى تابعة لشركة المياه الحكومية، والثانية محطة أهلية، أثبتت وجود تلوث فى المياه بالمحطة الثانية نتج عنها هذه الإصابات.

وفى السياق ذاته، قام بعض أهالى المصابين بالاعتداء على مالك محطة المياه، فيما قام آخرون بقطع الطريق الزراعى المتجه من القرية إلى القاهرة، وأشعلوا النار فى إطارات السيارات بدعوى إيصال صوتهم إلى المسئولين ولفت الانتباه إلى ضرورة الاهتمام بمشكلة المياه والإسراع فى الانتهاء من محطة مياه جديدة تابعة لشركة المياه يجرى العمل بها حاليا .

كما وقعت مشادات كلامية بين بعض أهالى القرية ورئيس مجلس مدينة منوف، الذى انتقل إلى القرية فى ساعة مبكرة من صباح اليوم لمتابعة الوضع على الطبيعة، واحتجزوه حتى قام بجلب كميات من الأدوية لعلاج المصابين بعد نفاد الأدوية من الوحدة الصحية والصيدليات الخاصة بالقرية .

وطرد أهالى المصابين نائب مجلس الشعب المنحل عن حزب الحرية والعدالة إبراهيم حجاج، الذى حضر إلى مقر الوحدة الصحية، رافضين أية مساعدة منه، واتهموه بأنه يعمل من أجل جلب الأصوات استعدادًا للانتخابات القادمة .

وانتقلت إلى القرية قوة أمنية للسيطرة على الموقف بعد تصاعد الاحتجاجات، وقامت سيارات الشرطة والإسعاف بنقل بعض المصابين إلى المستشفيات بسبب سوء حالاتهم.