بعد وفاة رئيس الوزراء الإثيوبى، اليوم ميليس زيناوى، تشهد العلاقات بين مصر وإثيوبيا حالة من الترقب حول التعامل خلال الفترة المقبلة خاصة فيما يتعلق بملف دول حوض النيل، وتتركز الأنظار الآن بشكل رئيسى على خليفة زيناوى فى الحكم وهو وزير الخارجية ديسالين هيلميريام.
هيلميريام الذى يتولى منصب وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء، أعلن اليوم أنه سيتولى منصب رئيس الوزراء بشكل مؤقت، وقال المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية فى مؤتمر صحفى نشرته صحيفة ريبوتر الإثيوبية اليوم، إن ميريام سيخلف زيناوى ويتولى منصب رئس الوزراء حتى 2015، ولن يكون هناك انتخابات قبل انعقاد البرلمان، ولكنه أشار فى الوقت نفسه إلى أنه لن يكون هناك أى تغييرات جوهرية فى سياسات أو استراتيجيات إثيوبيا بعد وفاة زيناوى.
ويعّول البعض على الاتجاه نحو تهدئة العلاقات بين مصر وإثيوبيا فى عهد مريام خاصة بعد تأكيده فى بعض تصريحاته على أن العلاقات المصرية الإثيوبية سوف تشهد فصلاً جديدًا فى الفترة المقبلة، وأن بلاده على استعداد لمناقشة أية مقترحات مصرية ما دام أنها تفى بالمعايير التى تحقق مكاسب للجميع، وتعزز من العلاقات بين البلدين فى جميع المجالات، ومن بينها مسألة مياه النيل.
وأضاف هيلمريام أن "الاتفاقية الإطارية التعاونية (بشأن مياه النيل) التى تم التفاوض عليها منذ أكثر من 10 أعوام، هى المطروحة الآن، ولذا ليس لدينا أية اتفاقية أخرى على المائدة، ونرغب فى البناء على هذه المفاوضات، ونحن نطالب كلاًّ من دولتى المصب بالانضمام إلى الاتفاقية الإطارية التعاونية لدول حوض النيل، لأنها لا تنطوى على أى مشاكل"، مشيرًا إلى أن المهلة النهائية للتوقيع عليها تنتهى فى مايو المقبل.
وأكد خلال هذه التصريحات، أن "الحكومة والمسؤولين فى مصر لديهم اهتمام كبير بالعمل مع إثيوبيا، سواء فى مسألة مياه النيل أو فى التعاون بشكل عام بين البلدين.
وألقى الوزير الإثيوبى باللائمة فى سوء الفهم بين مصر وإثيوبيا على "التوجه السياسى لبعض السياسيين والإعلام فى مصر"، مشيرًا إلى أن "الإعلام كان له تأثير سلبى، حيث إنه كان يبث أخبارًا سلبية، تتعلق بالسد والتى نشعر أنها ليست حقيقية، نظرًا لأنه يتعين علينا أن ندرك أن إثيوبيا لديها الحق فى استخدام مواردها، مع الأخذ فى الاعتبار ألا تلحق أى أضرار بدولتى المصب".
غادة موسى الأستاذة بكلية سياسة واقتصاد جامعة القاهرة والمتخصصة فى الشئون الإفريقية قالت، إن تاريخ العلاقات بين مصر وإثيوبيا حساسة منذ زمن الفراعنة لافتة إلى أن الوضع لا يتعلق بشخص زيناوى، وإنما بأسلوب وطريقة تعاملنا مع الدول الإفريقية.
واعتبرت أن وفاة زيناى لن تكون البوابة لحل قضية دول حوض النيل، مؤكدة أنه إذا أرادت مصر تغيير موقف إثيوبيا فإن ذلك يستدعى وضع خطة للتعامل خلال الفترة المقبلة ولا يجب أن نعول فقط على خروج زيناوى من الساحة.
وأضافت موسى فى تصريحات لـ"اليوم السابع" قائلة إن دولتى إثيوبيا وأوغندا تحديدا يجب أن يتم وضعهما فى الاعتبار خلال الفترة المقبلة ومراقبة التطورات التى ستحدث فيهم إثيوبيا بالإضافة موسيفينى فى أوغندا لافتة إلى أن القيادات الإفريقية تحتاج إلى دراسة شديدة جدا خاصة أن شخص مثل موسيفينى لديه طموحات لأن يبقى قائدا لإفريقيا.
وأضافت أنه لا يجب أن ترهن مصر علاقتها بإفريقيا على وفاة شخص وإحلال آخر محله، مشيرة إلى أنه لا يمكن أن نحدد سياسة من سيعقب زيناوى تجاه مصر خاصة أن الاعتبارات القبلية فى إثيوبيا هى التى ستحدد ذلك.
هيلمريام خليفة زيناوى "المؤقت" فى الحكومة الإثيوبية يفتح الباب لتهدئة العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا.. وخبراء: يجب علينا ألا نرهن علاقتنا بإفريقيا بوفاة شخص وإحلال آخر محله
الثلاثاء، 21 أغسطس 2012 04:45 م