شرحت فى المقال السابق لماذا دعمنا مرسى ضد شفيق فى الانتخابات الرئاسية ولماذا لا نزال ندافع عن الكثير من المواقف التى اتخذها، ووضحت أن تأييدنا لمرسى سواء فى الانتخابات الرئاسية أو فى القرارات التى أصدرها فور توليه نعتبر أنها من أجل مصر وليس من أجل مرسى، فالمنطلق الذى يحركنا هو أنه لابد من مساندة الرئيس الحالى أيا كان انتماؤه طالما يحاول تفكيك الدولة العميقة والمنظومة الفاسدة والحكم العسكرى، وبناء على ذلك أيدنا مرسى فى إلغاء الإعلان الدستورى وفى حركة التطهير الأخيرة فى قيادات الجيش المصرى، خصوصا بعد الفشل الذريع فى حماية أمن مصر وحدودها.
لسنا إخوانا وربما نختلف جذريا مع الإخوان، ولم نكن يوما من المقربين للسلطة، فمنذ نشأتنا فى 2008 ونحن مكروهون من كل من هو فى السلطة، ولسنا باحثين عن مناصب، وقد عزفنا عن أى مناصب أو عروض منذ 2008، فنظام مبارك وأمن الدولة عرض علينا الكثير لنتحول لمعارضة مستأنسة مثل الكثيرين ورفضنا وفضلنا الحبس والتعذيب على ما يدعوننا إليه، والنظام العسكرى عرض علينا الكثير لكى نفعل مثل الكثير من الأحزاب والشخصيات السياسية، ورفضنا وكان الثمن هو البيان 69 وزرع الانقسامات وحملة التشويه والتخوين الشرسة، ومنذ أيام قليلة رفضنا حتى الانضمام للفريق الرئاسى، رغم أن البعض يرى أن شباب الثورة كان ينبغى أن يكون بالداخل.
فدفاعنا الحالى عن مرسى ليس من أجل مرسى.. بل نعتبره من أجل مبادئ ومن أجل الديمقراطية، فالدعوة للخروج يوم 24 أغسطس غريبة ومريبة، فبغض النظر عن مطلقيها وتاريخهم المشبوه مع نظام مبارك، فمن غير المنطقى أن يتم انتخاب رئيس ثم نثور عليه بعد شهرين، ثم نختار جديدا ونثور عليه بعد شهرين وهكذا، تخيل أن تقوم المعارضة بالثورة على كل رئيس منتخب بعد شهرين.
البعض يسأل ولماذا لم تتركوا لمبارك فرصة 6 أشهر طالما تتحدثون عن فرصة لمرسى، الإجابة بأن مبارك مكث فى الحكم بالفعل 30 عاما من الفساد والاستبداد والنهب والتعذيب والقمع وإفقار مصر، وكان ينوى توريث حكمه لابنه، ولا أستطيع أن أحاسب مرسى بالتخوفات أو التكهنات، وموقفى من مرسى هو نفس الموقف لو كان صباحى أو أبوالفتوح أو البرادعى نفسه، لا أحاسب أحدا بالتكهنات والتخوفات، فالجميع يمكن أن يتحول إلى ديكتاتور إن لم يجد شعبا يحاسبه على أفعاله.. أفعاله وليست التخوفات من أفعاله.