قال دكتور مسجد جامعى الدبلوماسى الإيرانى والخبير فى الجغرافيا السياسية، إن مصر بالنسبة للإيرانيين بلد رائع وملهم، وسقوط ديكتاتور هذا البلد بعد ثورة 25 ينايرالشعبية وصعود حكومة شعبية وإسلامية أظهرت اشتياق السياسيين الإيرانيين مرة أخرى لإقرار العلاقات بين طهران والقاهرة.
وأكد جامعى فى حوار لموقع "خبر أونلاين" أن إيران ومصر لديهما أصول سياسية وثقافية واجتماعية مشتركة، وكلاهما متسرع فى عودة العلاقات الدبلوماسية من جديد، لكن هناك ملاحظات عديدة يجب أن تؤخذ فى عين الاعتبار حتى لا تتحول حرارة الشوق إلى برودة وخصام، قائلا: الأحداث التى حدثت فى مصر تختلف عن باقى الدول الأخرى فمصر دولة لها موقع جيواستراتيجى وبها أكبر عدد من السكان وأهم دولة عربية من الناحية التاريخية والثقافية، ومبارك أستطاع أن يتحول إلى متحدث رسمى للعالم العربى أمام غير العرب وأن يحظى بموقع خاص بين العرب والغرب عن الطريق استخدام إيران ككارت ضغط على الغرب، فكلما كانت تبرد علاقته بالغرب كان يقترب من إيران ليخيف الغرب، ويرى جامعى أن سقوط مبارك أهم من صعود الإسلاميين.
وعن ثورة 25 يناير قال جامعى: لو عدنا للأيام الأولى للثورة المصرية نجد أن النواة الأولى التى ذهبت لميدان التحرير قاومت وهزمت الخوف ووسائل إعلام مبارك، لم تكن القوى الإسلامية ولا الإخوان المسلمين، بل كان الشباب المصرى، وبعدها قوى الإخوان ثم التحقت بهم القوى الإسلامية الأخرى.
وأضاف أن المجتمع المصرى مجتمع متدين، لذلك فان انتفاضة الشعب المصرى كانت ضد مبارك وسياساته وضد توريث الحكم والفساد وضد الإنفراد بالسلطة مدى الحياة، وضد السياسات التى أدت إلى إهانة الشعب المصرى، ولم تكن المطالبة بأسلمة المجتمع، بل كانت المطالب التى رفعها الثوار هى الكرامة والإنسانية ومكافحة فساد النظام السياسى، واقتلاع الفساد بين مجموعات بعينها اختصت لنفسها ثروة البلاد.
وحول العلاقات المصرية الإيرانية قال "إن الانقسام الدينى أحد التحديات الأمنية لمصر الآن، خاصة أن البعض يرى أن الإقتراب من إيران أكثر من اللازم يمكن أن يشكل خطر على مصر، ولأنهم لا يقبلون وجود أفراد فى المجتمع تميل إلى الشيعة، لكن هناك لأسباب تاريخية أفراد فى المجتمع المصرى لديهم اهتمام خاص بالعلوم الشيعية، ويرى جامعى: أن مصر الجديدة تعتبر ذلك خطراً وتحدياً للأمن الداخلى قائلاً: لأنهم يرون الفكر الشيعى والشيعة خطراً من جانب إيران، وهناك حساسية وتخوفاً كبيراً تجاه هذا المذهب.
وقال: إن مصر الجديدة ستكون مليئة بالتوترات عن مصر فى السابق، ويرى أن مستوى العلاقات المنخفض مع إيران أفضل من وجود علاقات كاملة مصاحب لتوترات أكبر، واضاف أن العمل مع مصر الجديدة أصعب من العمل مع نظام مبارك، ورأى أنه يجب أن يكون هناك تدبير، ويجب على إيران أن تنظر إلى هذه النقاط وتدير علاقة بعيدة عن الحساسيات والتسرع فى الحكم والقرارات غير الناضجة، وإلا هناك احتمال أن تبرد العلاقات، وتتوتر، وفى هذه الحالة سيكون لها آثار ثقيلة للجميع.
وقال: يجب على إيران أن تتعاون مع الإخوان، وهم بالتأكيد سيرحبون بذلك، ويرى أن التعاون معهم سيسهم إلى حد كبير فى تقليل موجة التعصب لطائفة معينة، مضيفاً بأن والتعاون مع الإخوان المسلمين أكثر فائدة بمراحل من التعاون مع الأنظمة العربية.
وأضاف أن هناك إعجاب شديد فى القرنين الأخيرين بين الاتجاهين السياسيين فى إيران الإصلاحى والمحافظ بتجديد ورفع مستوى العلاقات مع الإيرانية المصرية.
وفى جانب آخر من حديثه بشأن عمر سليمان استبعد جامعى أن تكون وفاة عمر سليمان طبيعية، قائلا: إنها مريبة لأنه هو الوحيد الذى كان على علم بالشبكة الأمنية المعقدة السياسية والدولية التى كونها مبارك فى التسعينيات.
دبلوماسى إيرانى: تعاملنا مع مصر الآن أصعب من عصر مبارك.. والتعاون مع الإخوان أكثر فائدة من التعاون مع الأنظمة العربية.. ومصر بالنسبة للإيرانيين بلد رائع وملهم
الثلاثاء، 21 أغسطس 2012 12:34 م