مراقبو الأمم المتحدة ينسحبون من سوريا

الإثنين، 20 أغسطس 2012 04:09 م
مراقبو الأمم المتحدة ينسحبون من سوريا اشتباكات سورية
بيروت (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غادر المراقبون العسكريون التابعون للأمم المتحدة دمشق اليوم الاثنين، بعد مهمة استمرت أربعة أشهر دار خلالها الصراع السورى على مرأى ومسمع منهم.

وشوهدت سبع سيارات تابعة للأمم المتحدة تغادر فندقا بدمشق صباح اليوم الاثنين وهى تقل أعضاء من البعثة التى نشرت 300 مراقب فى أنحاء البلاد فى ذروة عملها. وعلق المراقبون غير المسلحين عملياتهم فى يونيو بعد أن تعرضوا لإطلاق نار وغادر معظمهم البلاد بالفعل تاركين "مكتب اتصال" صغيرا فى دمشق، على أمل أن تلوح فرصة للتوصل إلى حل سياسى للازمة. وقال أحد مراقبى الأمم المتحدة فى الفندق "مهمتنا فشلت لأن الجانبين لم يلتزما بتعهداتهما".

ويستخدم الرئيس السورى بشار الأسد مقاتلات وطائرات هليكوبتر حربية فى قصف معاقل مقاتلى المعارضة فى محاولته إخماد الانتفاضة التى تفجرت منذ 17 شهرا ضد حكم أسرته المستمر منذ 42 عاما. وصعد مقاتلو المعارضة هجماتهم وأصابوا دبابات وقوافل عسكرية ومبانٍ أمنية.

وانتهى تفويض بعثة المراقبة مساء أمس الأحد بعد أن قال دبلوماسيون فى الأمم المتحدة إن شروط استمرار عملياتها غير متوافرة. ويتوقع أن يغادر آخر مراقبين البلاد يوم الجمعة. وبعد هدوء قصير اشتدت أعمال العنف أثناء وجود المراقبين فى سوريا وقتل 9000 شخص على الأقل منذ وصولهم للإشراف على وقف لإطلاق النار أعلن عنه كوفى عنان الوسيط السابق للأمم المتحدة والجامعة العربية يوم 12 إبريل.

ولم تصمد الهدنة على الإطلاق. وقتل 18 ألف شخص على الأقل فى سوريا منذ بدء الانتفاضة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 170 ألف شخص على الأقل هربوا من البلاد، كما نزح 2.5 مليون شخص إلى أماكن أخرى داخل سوريا.

وانتزع مقاتلو المعارضة السيطرة على أحياء فى دمشق وحلب الشهر الماضى، بالإضافة إلى عدة معابر حدودية وأجزاء فى شمال البلاد قبل أن تشن قوات الأسد هجمات مضادة فى المدينتين الرئيسيتين. وقامت قوات الأسد اليوم الاثنين تساندها الدبابات باستعادة السيطرة على ضاحية المعضمية من مقاتلى المعارضة.

وقال ناشطون من المعارضة إن الإحصاء الأولى يشير إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة 20 آخرين نتيجة لقصف الدبابات للمعضمية وهى إحدى ضواحى دمشق على الطريق المؤدى إلى مرتفعات الجولان التى تحتلها إسرائيل.

وأوضحت ناشطة بالهاتف "بدأ الهجوم فى السادسة صباحا. أرسلت دبابات من قاعدة مطار المزة واللواء 555 من السومرية وهى تحاصر المعضمية الآن تقريبا"، فى إشارة إلى قواعد عسكرية قريبة. ووفقا لسكان وناشطين من المعارضة دخلت قوات سورية المعضمية فى نهاية يوليو بعد هجوم استمر يومين وقتل فيه أكثر من 120 شخصا.

لكن فى ذلك الوقت بدأ مقاتلون من المعارضة استعادة السيطرة على الضاحية بعد انسحاب الجيش لإعادة تركيز جهوده على أماكن أخرى فى العاصمة وحولها. وفى أول ظهور علنى منذ تفجير 18 يوليو الذى قتل فيه أربعة من كبار مسئولى الأمن حضر الأسد صلاة عيد الفطر فى مسجد بدمشق أمس الأحد.

وأتاح أول أيام العيد لخصوم الأسد فرصة لتنظيم تجمعات وقال نشطاء معارضون إن احتجاجات معارضة للحكومة خرجت فى أماكن مختلفة منها العاصمة. وقالت جماعة نشطاء أن القتال أشتد مما أدى إلى مقتل أكثر من 130 شخصا. وتم تسجيل لقطات للأسد أثناء الصلاة مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية لكنه لم يظهر معه نائبه فاروق الشرع الذى نفى مكتبه تقارير عن انشقاقه فى اليوم السابق.

وبعد تفجير يوليو وانشقاقات شملت آخر رئيس للوزراء اقتصر ظهور الأسد فى التليفزيون الحكومى على لقطات تصوره وهو يمارس مهام عمله. وشوهد أثناء أداء رئيس الوزراء الجديد اليمين القانونية قبل أسبوع.

ومع تعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب بسبب الخلافات بين القوى العالمية والمنافسة بين الدول العربية فإن سوريا قد تواجه صراعا طويلا يهدد الشرق الأوسط بتداعياته الطائفية.

وقالت روسيا اليوم الاثنين إن هناك أدلة متزايدة على تزويد المعارضين السوريين "بكميات ضخمة من الأسلحة الغربية الصنع"، وجاء تعليق نائب وزير الخارجية الروسى جينادى جاتيلوف بعد تصريحات أخرى استهدفت فيما يبدو إلقاء اللوم على دول غربية وعربية فى تعثر جهود السلام مثل تلك التى قادها عنان.

ويتهم الغرب موسكو التى باعت أسلحة لدمشق بنحو مليار دولار فى العام الماضى بمنح الأسد غطاء دبلوماسيا من خلال تكرار استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرارات فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا. ونقلت صحيفة حريت التركية عن وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو قوله اليوم الاثنين إن الأمم المتحدة ربما تحتاج لإقامة "منطقة آمنة" داخل سوريا لاستيعاب العدد المتزايد من النازحين الفارين من القتال.

وقال الوزير للصحيفة إن تركيا التى تستضيف بالفعل 70 ألف سورى ربما لا تتمكن من استيعاب المزيد.

ونقل عنه قوله "إذا زاد عدد اللاجئين فى تركيا على 100 ألف فلن يكون هناك مكان لإيوائهم. ينبغى أن نتمكن من إيوائهم فى سوريا. الأمم المتحدة قد تقيم مخيمات فى منطقة آمنة داخل حدود سوريا".

وساعدت منطقة حظر جوى وحملة قصف شنها حلف شمال الأطلسى مقاتلى المعارضة الليبية على الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافى، ولم يبد الغرب رغبة فى تكرار مثل هذه الخطوة فى سوريا كما أن روسيا والصين تعارضان بشدة أى تدخل من هذا النوع.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة