"النص والاجتهاد.. من تقديس النقل إلى تسريح العقل".. كتاب جديد

الإثنين، 20 أغسطس 2012 09:40 ص
"النص والاجتهاد.. من تقديس النقل إلى تسريح العقل".. كتاب جديد غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثاً عن دار رؤية بالقاهرة كتاب "النص والاجتهاد فى الفكر الأصولى من تقديس النقل إلى تسريح العقل"، للباحثة التونسية بثينة الجلاصى، وقد رصدت فيه الباحثة تاريخ الفكر الإسلامى فى مراحل متأخرة من التأصيل، منذ القرن الثامن الهجرى.

واتخذت نموذج ابن تيمية، لأنه كان معبراً عن ملامح الفكر الإسلامى، ولكنها لم تركز فقط على الخطاب المعلن فى فكر ابن تيمية، بل ركزت على ما وراء الخطاب التيمى علها تصل إلى الكلام "الأبكم" بحسب تعبير ميشيل فوكو فى "حفريات المعرفة"، حيث يرى فوكو أن الخطاب الهامس هو الذى يحرك من الداخل الصوت الذى نسمعه يتعلق باستعادة النص الرفيع، اللامنظور الذى يسرى ما بين السطور المكتوبة ويزاحمها، وكأنها لا تكتفى بالخطاب المقول والمقصود إليه فى فكر الإمام، بل تسعى إلى الخطاب المسكوت عنه والمختفى فى ثنايا النصوص، وهذا لا يتأتى لها ولا يتسنى فهمه وتحليله إلا بدراسة أصول هذا الفكر باعتباره إنتاجاً ثقافياً تقول: "إن هذا المشغل لا يتسنى لنا فهمه وتحليله إلا بدراسة أصول هذا الفكر، باعتباره إنتاجاً ثقافياً، ونعنى حدود تقبله للأصول اليونانية المنطقية، فإذا تمّ تبين حدود التقبل ووجب أن نلقى الأسئلة الملحة: ما هى ملامح القياس الشرعى عند ابن تيمية؟ وهل أن فهمه للقياس كان امتدادا للفهم الأصولى له قبل القرن الثامن للهجرة؟ ونعنى ما فضل ابن تيمية فى الإقرار بالقياس الشرعى؟ ثم كيف نفسر تقبله للقياس المنطقى؟، وما هى المؤثرات الفكرية التى أسهمت فى بلورة هذا الموقف؟.

هذه هى الأسئلة التى طرحتها الباحثة وحاولت أن تكشف عنها، ليس لدى ابن تيمية فقط، بل أعادت قراءة المشروع الفكرى الفقهى لكافة الفقهاء الذين اشتغلت على مشروعهم وحاولت تفكيكه، وربطه بالظروف التاريخية والمجتمعية التى ساعدت على إنتاجه، فلا يمكن فصل النص الفقهى عن ظروف إنتاجه التاريخية والمجتمعية، وهذا يحيلنا لرهان القراءة الرئيس لهذا الكتاب، هل تصلح الأحكام الفقهية التى أنتجتها ظروف عصر ما أن يُقاس عليها فى لحظتنا الراهنة أو ما يأتى من مستقبل؟.

كذلك طرحت الباحثة علاقة الأصوليين الآخر المغاير، سواء الآخر المغاير دينيا وعقديا أو الآخر المغاير ثقافياً، وتلك العلاقة التى تنهض على الإقصاء تجاه ذلك الآخر جاءت منجمة فى ثنايا الدراسة، ثم أفردت لها فصلاً كاملاً عن صورة النصارى فى المدونة الفقهية الكبرى للإمام سحنون، وترسمه لخطوات ابن تيمية فى هذا الأمر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة