وافقت لجنة الأدوية المخصصة للاستخدام البشرى التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية على تسويق أول منتج للعلاج الجينى فى أوروبا، وهو عقار يحمل اسم "جليبيرا".
ويشكل هذا المستجد خطوة هامة على درب تطوير أشكال علاج جديدة وهو ما تسهم فيه إيطاليا أيضا التى يمثلها فى اللجنة الأوروبية المذكورة المدير العام لوكالة الأدوية الإيطالية لوكا بانى.
وسيستخدم الدواء الجديد لعلاج المرضى بخلل وراثى فى إنتاج الإنزيم المسئول عن إزالة ثلاثى الجليسريد من الدم، ويعتبر هذا الخلل من الأمراض النادرة التى لم يتوفر لها أى علاج حتى اليوم.
وأسفرت ندرة المرض هذه، إلى جانب تنوع أعراضه، عن مسيرة شاقة وطويلة للتوصل إلى العقار الجديد الذى كافحت إيطاليا من أجل الموافقة عليه انطلاقا من إيمانها بضرورة توفير الأدوية الحديثة فى أسرع وقت ممكن شرط تقييمها بعمق وعناية وإنتاجها بشكل يحترم معايير سلامة المرضى.
وجاء التقييم الإيطالى مختلفا عن تقييم اللجنتين المكلفتين بدراسة العقار الجديد، ولجأت إيطاليا إلى الأدلة العلمية والتقنية لمواجهة الرفض الأولى إلى أن جاءت الموافقة على تسويق الدواء بعد تقييم إيجابى للتناسب بين الفوائد والمخاطر، إلا أن موافقة اللجنة نصت من جهة أخرى على التصريح بالتسويق "فى حالات استثنائية" ما يعنى خضوع المرضى الذين يستخدمون العقار "جليبيرا" جميعا إلى مراقبة دقيقة ومتواصلة.
وتظل هذه الموافقة فى كل الأحوال حدثا هاما لكون هذا التسويق الأول لأشكال العلاج الجينى الهادف إلى علاج الأمراض الوراثية من خلال استبدال الجينات المصابة بأخرى قادرة على القيام بوظائفها.