وحيد راضى يكتب: "وطن نظيف" وأسئلة مشروعة

جاء رد الفعل سريع جدا من أنصار الرئيس محمد مرسى على المبادرة التى أعلن عنها أثناء جولتة فى مدينة الفيوم، والتى حملت شعار "وطن نظيف" والذى دعا فيها المواطنين لتنظيف وتجميل شوارع المدن والقرى.

فامتلأت الشوارع بأعضاء جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة وقاموا بأعمال التنظيف بأنفسهم وكأنهم لم يشعروا بالقمامة التى حولهم ولم يستنشقوا رائحتها إلا عندما شعر بها رئيسهم.

وجاءت هذه الرغبة القوية والحماسية فى تنفيذ هذة المبادرة إيمانا منهم فى أن ذلك يساند الرئيس فى تحقيق إحدى الوعود التى قطعها على نفسة والتى تعهد بتحقيقها فى أول مائة يوم من حكمة وهى التخلص من مشكلة القمامة.

الموضوع إذا نظرت إلية نظرة سطحية تجد الأمر عادى وبسيط لايوجد فيه ما يقلق أو ما يثير أى إشكالية فأنصار الرئيس ترغم فى مساعدتة لتنفيذ خطتة الإنتخابية لكن عندما تدقق وتركز قليلا تطرأ عليك بعض الآسئلة التى تحيرك ومنها على سبيل المثال:

1/ أين شركات النظافة الآجنبية التى تتعاقد معها الدولة وتدفع لها بالملاين ؟ وإذا كانت مقصرة فى عملها لماذا لايحاسبها الرئيس؟
2/ هل الجهات المختصة بهذة الآعمال ترفض التعاون مع الرئيس ؟ لو أن ذلك صحيح لماذا لم يفصح الرئيس عنهم؟
3/ هل جماعة الإخوان تراقب أجهزة الدولة لذلك تعرف ان هناك جهات مقصرة لذا تتدخل ؟وبأى حق لها؟
4/ هل هذة بداية للتداخل والإختلاط بين الجماعة وأجهزة الدولة لتسيطر عليها؟
5/ هل شعر الرئيس بأنة لن يستطيع تنفيذ خطة المائة يوم الآولى فتدخل الإخوان لإنقاذة وحتى تكون لة حجة بأن هناك تقاعس من مؤسسات الدولة فى تنفيذ برنامج الرئيس ؟

هذه بعض من الأسئلة التى تحتاج لإجابات واضحة من الرئيس والقيادات الإخوانية، وإلا سيكون التفسير الوحيد أن مايحدث هو بداية كى نتعود على أمور لاحقة يتدخل فيها الإخوان وحزبهم فى
شئون الدولة ومؤسساتها فليس من المستبعد أن تجدهم يمرون على المحلات والشركات لتحصيل الزكاة وتجدهم فى الشوارع لتنظيم المرور وعلى ذلك باقى الخدمات التى من المفترض أن تقوم
بها الجهات والدوائر الحكومية.

كل ما سبق تكمن خطورته فى تجاهل الدولة وعدم الاعتراف بالعمل التى تقوم به مؤسساتها لكن الأخطر من ذلك أن الرئيس وجماعة الإخوان فتحوا الباب على مصراعيه لآخرون يرغبون فى تقليد الإخوان فى هذا العمل منهم البلطجية والراغبين فى هز إستقرار البلاد بتدخلهم فى شئون الناس دون العودة للقانون وغيرهم مواطنين يعانون مشكلات كثيرة ونقص فى الخدمات هل من المفترض أن يتدخلوا ويحلوا مشكلاتهم بأنفسهم؟

ما يفعله الإخوان وحزبهم من عرض لعضلاتهم وتخيلهم أنهم قادرون على فعل أى شىء وباستطاعتهم تسير الدولة، كما يريدون فهم واهمون وسوف تكون النتيجة الوحيدة لهذا الأسلوب هو تدمير الدولة وتسود الفوضى فى البلاد ويكون لكل فرد قانونه الخاص.