منذ عقود كثيرة واعتاد إعلامنا على إعدامنا فى شهر رمضان حيث تبنى سياسة إدارية للشهر الكريم بما يضمن تدميره دينياً بمحاصرته بقافلة من المُزلزلات الرمضانية أو المسلسلات الرمضانية والتى تكفى الى تحويل الشهر الكريم الى كابوس يستقيظ منه الصائم بعد انقضائه لينفض يديه فيجد المحصلة لا شىء بل وفقدان الكثير من رصيده.
يأتينا الشهر الكريم فاتحاً قلبه قبل ذراعيه، باسطاً ردائه ليخرجنا من بئر سحيق من الذنوب والمعاصى أسقطتنا فيه أحوالنا طوال العام.
إلاً أن هناك قافلة من الإعلاميين أبوًا علينا الفوز بتلك الفرصة الذهبية والهدية الربانية لكى نغتسل من ذنوبنا وأصروا على إلقائنا فى تلك الدائرة ومحاصرتنا بكمً هائل من المسلسلات جعلت جُلً همً الصائم هو التنقل من قناة الى قناة محاولاً اللحاق بركب تلك المُزلزلات ليدور فى فلك تلك الخريطة اللاهية عن حقيقة ما أتى به وله رمضان، وبدلاً من تنقل الصائم من القرآن الى الإستغفار الى التهجد والقيام أصبح حاله السعى وراء المسلسلات وبدلاً من تناول وتداول وتدارس سيًر الصحابة والذاكرين بُدلت الى مدارسة ومتابعة مسلسلات أكثرها مهاترات وقليلها ما دون ذلك.
وفى غمرة تلك الدائرة المقيتة يجد الصائم وقد انقضى رمضان وهو خالى الوفاض فيعض النادم على يديه وقت لا ينفع الندم لتضيع منه فرصة ما كان يجب أن تضيع منه ولكنها شياطين الإنس التى تعاهدت على إهدار تلك المنحة الربانية وخلق الأسباب التى تؤدى الى إفشال الصائم فى اغتنامه.
لاشك أن الفن شىء جميل ومفيد إذا ما تم توظيفه، حيث يجب ولاشك أن هناك أعمال فنية تستحق المشاهدة غير أنها تظلم بسبب تخمة المسلسلات التى تهدر فرصة المشاهدة الحقيقية والاستفادة الفعلية لتلك الأعمال.
فلماذا الإصرار على إقحام تلك الأعمال على رمضان وفى الإمكان توزيعها على مدار العام لننعم برمضان وكذلك بتلك الأعمال.
رمضان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة