سحر الصيدلى تكتب: جرح الوطن

الخميس، 02 أغسطس 2012 06:20 م
سحر الصيدلى تكتب: جرح الوطن صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سافرت مع خيوط آمالى، ورسمت حدوداً لزمانى، وغلفت هوامش طموحى بعطش اللقاء وحنينى لوطنى.. وعندما وطأت أقدامى شوارع ذلك البلد البعيد عن ترابك العطر تدفقت ينابيع الحزن تنزف دما،ً وتنهمر منها دموع الشوق لكل حجارة تفتتت على ثرى أرضك، ولكل شهيد دمه يغسل الأزقة والحارات.. حتى المطر بات ينهمر أحمر اللون فغرق فيه الأحبة، وسبح به الأطفال، وتطهر منه الشيوخ وبات عبقاً يتعطر به الشباب.. عندها حلقت إلى عنان السماء، أدعو رب العباد أن يرفرف السلام والهدوء على ربوعك، وأن تشع آفاق النور، فيبسط ضوءه على أرجائك، ويعود لنا الأمن والأمان والاطمئنان. ومهما ظلمتنا الأقدار، ومرت بنا من أيام صعاب، وسبحنا فى بحار من الدماء، وفقدنا من الأعزاء والأبناء ستبقى كبيراً يا وطنى وستظل شمساً ساطعةً وبدراً منيراً فى عينى وفى عيون كل الشهداء.

جرحك أدمى قلبى، وهوانك أكثر ما يؤلمنى.. لقد شغلت الجميع حولك حتى تركوا ما يعنيهم واهتموا بتفاصيل أمرك، لأنك فى نظر الجميع أنت الأجمل وأنت الأروع، وأنت الأغلى على كل القلوب.. أحببتك يا وطنى بجنون العاشقين وعشت بين أحضانك طفلةً رضيعة، فصورتك هى أول ما تكحلت بها عيناى، وترابك أول ما تعطّرت به يداى.. ظننت ببعادك أننى سأقوى على نسيانك والتناغم مع غيرك، وأننى سأعشق سواك، لكن صورتك ظلت منحوتةً بخيالى، محفورةً على جدران قلبى فأنت كل أمرى، واسمك بركان ثائر يلهب مشاعرى، فأنا دونك روح بلا حياة.. اسأل البحر واسأل الشجر والسماء.. اسأل دموعى التى تنهمر كل يوم حزناً عليك، واسأل قلوبا أحبتك وذابت شوقاً إليك، واسأل إرادة شعب كالفولاذ، تريد أن تبنى أمجادك، وتصعد على أكتاف الصدق فى زمن اختلطت به كل المفاهيم، وبات طعم الحلو فيه أمراً من العلقم، وأضحت حروف الحق كسم ثعبان يصمت الآخرون أمامه خوفاً وهلعاً أن يصيبهم ما أصابك.

أعشقك أيها الحبيب.. فأمامك تتضاءل شخصيتى، وتتراقص أغصان شوقى، وأكتب جراحى بصمت، فأنا لا أريد عطفاً من أحد لأنك بنظرى أكبر من كل عطف وأروع من كل بلد.. فقط أريد رحمة ربى لأنك جبل شامخ لا تهزه أعاتى الرياح.. لن أنزعك من جسدى، ولن تنكسر رماحك، ولن تغيب ابتسامتك، ولن يتدارى كبرياؤك، بل ستشرق شمسك، ويفيض بحرك، وسوف تحطم كل من تجبر وتكبر، وسيظل نجمك يشع نوراً وياسمينك يعبق فى نفوس كل العالمين، ويمدهم حبا وإحساسا بروح الحياة ولذتها.. ومنه سنشكل عقداً نتزين به، وننسى ما مر بنا من آلام ومن ظلم الظالمين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة