لو عايز تعرف أعداء الثورة خايفين من أيه، هما خايفين من الشباب، هما اللى عاملينلهم الأزمة، فعلشان كده كله بييجى على دماغنا إحنا وأولها فى التعليم.
نبتدى الحكاية من الأول، من كام سنة، كام سنة كتار أوى، أيام الاحتلال الإنجليزى، علشان يقضوا على عقول الناس عملولهم تعليم "مسيس" بضم الميم يعنى يخدم مصالحهم السياسية؛ تعليم يعتمد على أن إحنا منشغلش دماغنا، وأصبح أغلبية الشعب المصرى جاهلاً، وأصبح متعودا على الاستسلام والخضوع ويقضى على روح الابتكار عنده وده كله علشان ميفوقش ويطالب بعد كده بالاستقلال.
بس الإنجليز مشيوا والملك مشى وجه بعد كده عبد الناصر والسادات ومبارك، والتعليم متغيرش فضل مسيس برضه. أنا مش حتكلم غير على أيام مبارك دى الفترة اللى أنا عشتها واللى فيها ازداد سوء أحوال التعليم.
أسلوب التعليم على أيامى مش محتاج شرح كتير لأنه نسخة من التعليم أيام الاحتلال الإنجليزى وكان لنفس أسبابه.. بس الناس فاقت بعد كده وعملت ثورة وهنا جه دور أعداء الثورة اللى ناس كتيرة منهم لسه ماسكين البلد.. هدفهم أنهم يعيدوا الشعب خصوصاً الشباب لغيبوبتهم ويشغلوهم بأى حاجة تانية بعيداً عن السياسة وأحوال البلد.. وكانت واحدة من أساليبهم هى التعليم.
يعنى لو ركزنا مع الشباب بتوع ثانوية عامة اللى أنا واحدة منهم فعارفة أحوالهم كويس؛ تلاقيهم مطحونين فى المذاكرة طول السنة وفى الآخر تيجى الامتحانات صعبة والتنسيق ما يجيش على هواهم ويكون الولد أو البنت جايبين 99% ومش عارفين يدخلوا طب.. وتيجى الدفعات اللى بعدها ويقولوا لأ إحنا مش حنعمل زى الناس الفشلة دول (اللى جايبين 99 %) اللى ماذاكروش طول السنة وفضلوا يفكروا فى الثورة.. لأ إحنا حنقضيها مذاكرة وبس، ملناش دعوة بالبلد واللى بيحصل فيها، جابوا رئيس شالوا حكومة أو فى فساد ورشوة ملناش دعوة، مستقبلنا أهم ومش مهم أى حاجة تانية تولع البلد.
مش حقول إنى كنت متوقعة أن التعليم يتغير فى الفترة الانتقالية مثلاً، بس أحب أقول لكل مسئول، ولا بلاش مسئول دى، أحب أقول لكل واحد فينا متخرج من ثانوية عامة ومستقبله ضاع علشان جاب 99.9% ومعرفش يدخل طب قنا متخلوش ولادنا يشوفوا اللى إحنا شفناه.. يا ريت يكون التعليم بعيد عن تحقيق أغراض سياسية لأفراد الحكم.. التعليم هو اللى طور أمريكا وأوروبا وإسرائيل، التعليم هو اللى حيعملنا قيمة بعد كده وهو اللى حيخلينا مش خايفين من أمريكا أنها تمنع علينا المعونة علشان مش حنكون محتاجين للمعونة دى وهو اللى حيخلينا ناخد مواقف سياسية بالنسبة للمشكلة الفلسطينية بكل ثقة وممكن نحررها كمان.. ونرجع نقول لكِ الله يا مصر.
