فى إطار سلسلة ذاكرة الكتابة التى تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهى سلسلة تعنى بنشر أبرز الأعمال الفكرية والأدبية والنقدية التى طبعت فى بدايات القرن العشرين، أصدرت الهيئة طبعة جديدة من كتاب "زكى مبارك ناقدا للنثر" أعدته وقدمت له كريمة زكى مبارك، وجاء الكتاب فى مائة وثلاث وستين صفحة من القطع الكبير.
ويتضمن الكتاب مقالات نشرها زكى مبارك ابتداء من سنة 1910 على صفحات مجلة الرسالة، التى أنشأها أحمد حسن الزيات وكانت مختصة بالثقافة الرفيعة، وكانت هذه المقالات تتضمن عرضا وتحليلا ونقدا لكتابات أدبية وثقافية لعدد من كبار الكتاب من بينهم طه حسين ولطفى السيد وأحمد أمين.
ولأن هذه المقالات جميعا تضم كتابات نثرية فقد قدمت كريمة زكى مبارك للكتاب الذى بين أيدينا بسطور لزكى مبارك يتحدث فيها عن ضرورة الاهتمام بالنثر، بعد أن طغى الاهتمام بالشعر، وأنه كان يرى أن الوقت قد حان للعناية بالنثر ونقده وإحلاله المحل الأول من جهود "الباحثين والناقدين"، لأن النثر هو صاحب السلطان فى المشرق والمغرب.
وتضمن الكتاب سبعة عشر مقالا اختارها زكى مبارك لينقد خلالها أعمال عدد من كبار كتاب ذلك الزمان من أمثال أحمد أمين وحافظ عفيفى وعبد القادر حمزة وأحمد لطفى السيد وطه حسين وعبد العزيز البشرى وإبراهيم عبد القادر المازنى ومحمود تيمور ومحمد المويلحى وجبران خليل جبران.
ونقرأ فى مقالة نقدية بعنوان "الأجنحة المتكسرة" لجبران خليل جبران فنرى زكى مبارك يفسر المعنى المقصود بالأجنحة المتكسرة بقوله إن "المؤلف يرمز إلى الأجنحة الفلسطينية والسورية واللبنانية، فجبران فى هذا الكتاب يعبر عن الأشجان الموروثة فى تلك البلاد، ثم وجدت فى كتابه فقرة تشهد بذلك فعرفت أن حكمى على اتجاهاته النفسية لم يكن ضربا من التخمين".
ونشر هذا المقال الذى تضمنه الكتاب بالعدد 447 بمجلة الرسالة بتاريخ 26 يناير 1942.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة