ديلى نيشن: تنظيم القاعدة والصين هما الشغل الشاغل لكلينتون فى جولتها الأفريقية.. الوزيرة الأمريكية تشيد بالديمقراطية فى السنغال.. وتحذر من تداعيات التشدد الدينى على مستقبل القارة

علقت صحيفة "ديلى نيشن" الكينية على زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون للسنغال، والتى تمثل المحطة الأولى فى جولتها الأفريقية والتى سوف تشمل 11 دولة فى القارة السمراء خلال الأيام القادمة، موضحة أن المسئولة الأمريكية قد سعت لمجابهة التهديدات المتزايدة من جانب تنظيم القاعدة فى أفريقيا من ناحية ومزاحمة الصين التى تحولت إلى الشريك الاقتصادى الأول لأفريقيا من ناحية أخرى.

وأضافت الصحيفة الكينية أن المسئولة الأمريكية قد أشادت بالسنغال، واصفة إياها بمنارة الديمقراطية فى أفريقيا خلال كلمتها التى أدلت بها أمس الأربعاء، موضحة أن الولايات المتحدة سوف تسعى لدعم السلم والأمن فى القارة السمراء خلال المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية.

وأوضحت كلينتون، فى خطابها الذى ألقته فى جامعة شيخ أنتا ديوب بدكار، أنه على المتشككين فى قدرة الأفارقة فى تحقيق الديمقراطية أن يقومون بزيارة السنغال، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية قد أعربت عن إعجابها الشديد بالنموذج السنغالى، موضحة أن السنغال تعد الدولة الوحيدة من دول غرب أفريقيا التى لم تشهد انقلابا عسكريا.

وقالت الصحيفة إن خطاب كلينتون قد جاء بعد لقاء مغلق بينها وبين الرئيس السنغالى ماكى سال، والذى تمكن من الفوز فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة فى مارس الماضى بعد منافسة شرسة مع الرئيس السنغالى السابق عبد الله واد، والذى كان قد أثار أزمة سياسية كبيرة فى البلاد على خلفية إقدامه على تعديل الدستور الكينى، بحيث يتم السماح للرئيس بالحصول على فترة رئاسية ثالثة.

وشددت كلينتون على ضرورة إعادة النظام القانونى والدستورى فى عدد من الدول الأفريقية التى شهدت انقلابات عسكرية كالنيجر وغينيا، موضحة أن هناك حاجة ملحة لإجراء انتخابات نزيهة فى تلك الدول، وإلا سوف تظل الديمقراطية مهددة فى كافة أنحاء القارة السمراء.

وأضافت الصحيفة أن بالرغم من الخطوات التى تمكنت السنغال من تحقيقها فى طريق الديمقراطية مؤخرا، إلا أن دولتين من دول الجوار بالنسبة لها قد شهدتا انقلابات عسكرية خلال هذا العام وهما مالى وغينيا بيساو خاصة، وأن مالى قد تحولت إلى تربة خصبة لنمو الجماعات المتشددة التابعة لتنظيم القاعدة وهو ما يمثل تهديدا للأمن الإقليمى والدولى.

ودعت كلينتون العسكريين إلى قبول نقل السلطة سلميا إلى حكومة مدنية منتخبة، محذرة من تداعيات رفض مثل هذا الطرح، موضحة أن بلادها سوف لا تقبل بأى حال من الأحوال أن تواصل تقديم مساعداتها الاقتصادية والتنموية للحكومات العسكرية القائمة حاليا، ما لم تبد تلك الحكومات مرونة فى هذا الصدد.

وأضافت أن سياسة المساعدات التنموية الأمريكية صارت الآن مرتبطة بالتقدم الذى تحققه الحكومات نحو مزيد من الديمقراطية، موضحة أن مسألة الديمقراطية قد تحولت لتصبح أحد العوامل الحاسمة فيما أسمته النموذج الأمريكى للشراكة.

وأوضحت المسئولة الأمريكية أن كلا من السنغال والولايات المتحدة قد عملا سويا من أجل مجابهة الإرهاب والاتجار بالمخدرات، بالإضافة إلى دعم السلم والأمن الإقليمى فى أفريقيا، محذرة من تداعيات العنف الذى قد يمارسه المتشددون، بالإضافة إلى انتشار الفساد على المسار الديمقراطى فى الدول الأفريقية.

وقالت كلينتون إن السياسات القديمة التى تبناها القادة فى الماضى لم تعد مقبولة بأى حال من الأحوال الآن، موضحة أن الوقت قد حان لقبول فكرة المحاسبة، واحترام كرامة الشعوب وحقوقهم، بالإضافة إلى تحقيق تطلعاتهم الاقتصادية.

وتابعت "ديلى نيشن" أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد أعلن فى شهر يوينو الماضى خطة إدارته التى تهدف إلى دعم القارة الإفريقية، موضحة أنه قد أعلن أن الهدف من خطته يتمثل فى دعم الأمن والديمقراطية، وكذلك تحفيز النمو الاقتصادى فى دول القارة، خاصة فى ظل المنافسة الشرسة التى تواجهها الولايات المتحدة من جانب الصين والتى أصبحت الشريك الاقتصادى الأول للقارة.

وهنا أكدت كلينتون أن الصين ليست خصما لبلادها، وإنما تعد منافسا لها على الساحة الأفريقية شأنها فى ذلك شأن مختلف القوى الدولية، موضحة أن السلوك الأمريكى فى التعامل مع أفريقيا يتسم بقدر كبير من الانفتاح والشفافية.