قال الدكتور عمرو حمزاوى، رئيس حزب مصر الحرية، إنه من غير المقبول أن ينتمى رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى إلى جماعة الإخوان المسلمين، ووضع الجماعة غير قانونى حتى الآن، مضيفًا، فإذا كان النظام السابق يشكل عائقًا للجماعة فى عدم تقنين أوضاعها فلقد أصبح الرئيس من الجماعة اليوم، ومن حق الشعب أن يعرف مصادر تمويل الجماعة، وأن تكون لديه معرفة بكل شىء عن الحزب الذى يحكمه خاصة بعد الثورة.
وقال "حمزاوى" خلال الندوة التى عقدت بعنوان "التيار الثالث فى مصر"، بالأمس ضمن فعاليات الدورة الثانية لمعرض رمضانيات للكتاب، والذى تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد مجاهد، وأدارها المحامى أمير سالم، أنه لا يمكن أن تستمر السياسة بحزبٍ واحد وهوى واحدٍ، وأن تستأثر الأحزاب بكتابة الدستور، موضحًا أن المشكلة ليست فى غلبة التيار الإسلامى على الجمعية التأسيسية، بقدر ما أن تبنى الجمعية على أساس طائفى.
وأكد "حمزاوى" أنه مع حق الرئيس فى الحصول على شرعيته كاملة وأن يختار الفريق الرئاسى الذى يحقق برنامجه، وعلى عدم إهدار سيادة القانون ويجب التعامل مع أحكامه باحترام، وأن نحترم فكرة وتصور وجود دولة مؤسسات.
وحول قرار العفو الشامل الذى أصدره الرئيس قال "حمزاوى"، عندما يفرج الرئيس عن 26 ممن ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، فيجب أن تكون هناك شفافية وتوضيح لماذا أصدر هذا القرار، ويمكن ذلك بطرق كثيرة، وكلنا نعلم أن هناك قضايا سياسية كثيرة ملفقة والشفافية أساس للديمقراطية، وأنا مع الرئيس فى إسقاط الإعلان الدستورى المكمل، ولكن لست معه فى اتخاذ قرارات بدون شفافية.
وحول ما عرف باسم التيار الثالث قال "حمزاوى": هناك أحزاب فازت بفرض رأيها فى الاستفتاء الدستورى، وفى الانتخابات البرلمانية، ويجب على التيارات الأخرى أن تبحث عن سبل أفضل للفوز فى صندوق الانتخابات، وصندوق الانتخابات قبل ثورة 25 يناير كان كارثة لأنه كان مزورًا والنتيجة معروفة سلفًا، والآن الصندوق أيضًا كارثة لأن هناك تيار يفوز بالأغلبية ونحن أيضا نعرف ذلك سلفًا، ولا بد أن تكون التيارات الليبرالية متصالحة مع وجود الدين كمكون أساسى فى المجتمع بشرط ألا يستغل الدين فى الاتجار به سياسيًا ولا يحتكر الحديث باسم الدين، فالدين له مساحاته والسياسة مساحة أخرى لا يمكن اقتران الدين بها، ويجب ألا تستغل دور العبادة فى السياسة وألا يقال إن لم تصوت لمرشح بعينه فأنت تخالف شرع الله.
وحول أسباب إعاقة تحول المسار السياسى لتحقيق الصالح العام، أوضح "حمزاوى" أن ذلك يكمن فى أننا حديثى عهد بهذا التحول الديمقراطى، وهناك تجريف حقيقى حدث بمصر للنخبة السياسية ونخبة الفكر خلال العقود الثلاثة الماضية، إضافة إلى أن عددا من الأطراف السياسية غلب المصالح الضيقة على المصالح العامة ونحن نصارع للوصول لهذه الصورة الرشيدة وأن يكون هناك تداول للمعلومات تكفى لكى يأخذ المواطن قرارًا سليمًا.