أكثر من مسلسل فى الأعمال المعروضة بشهر رمضان، تظهر فيها شخصية البلطجى، بكل وجوهها، سواء كشخصيات رئيسية، أو شخصيات مساعدة فى أعمال أخرى، والجديد فى دراما هذا العام أنها بعدت إلى حد كبير عن الصورة النمطية للبلطجى، بملامحه القاسية «وتبريق العينين» والصوت الأجش، والعلامات المميزة فى وجه، أو أن يكون صاحب عاهة وميت القلب.
لكن الحال يختلف فى عملين لافتين للانتباه يقدمان نموذجا واضحا وتفصيليا لتلك الشخصية، والظروف التى تعمل من خلالها، أولهما البلطجى «لآسر ياسين» وعدد كبير من النجوم وهو العمل الأكثر واقعية والذى يكشف الكثير من جوانب تلك الشخصية وأنماط متعددة تضطرها ظروفها إلى امتهان البلطجة، حيث إن الشخصية التى يجسدها «آسر» فى العمل، تتواجد فعليًا بالشارع المصرى بكثرة من شباب معدنه أصيل، لكن ظروف نشأتهم وتربيتهم هى التى تقودهم إلى ارتكاب أعمال بلطجة ظنًا منهم أنها أكل عيش أو مهنة.
ويكشف المسلسل العالم الخفى للبلطجية، ودورهم فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى فى عهد النظام السابق، وكيف كان يوظفهم كبار رجال الدولة فى تخليص كل مصالحهم وهم فى النهاية ضحايا لنظام سياسى واجتماعى فاشل، ونجح العمل إلى حد كبير فى نقل نبض المناطق العشوائية من خلال دراما تمت صياغتها بحرفية عالية وشخصيات تنبض بالحياة وتحمل الكثير من الطزاجة، ومرسومة بدقة بدءا من شخصية آسر ياسين - حمزة أو يوسف - وعلاقته بمعلمه الضبع - يجسده سامى العدل - ونجاتى - الذى يعمل فواخرجى بالأساس، وبلطجى فى أحيان أخرى يأتمر بأمر الضبع، ويأتى بناء العلاقات فى المسلسل جديد على الدراما المصرية بدءا بالعلاقة التى تربط بين حمزة وإنصاف التى تجسدها المبدعة «سلوى خطاب» بحرفية عالية، وتتألق فى الدور الذى تجسده لامرأة تضطرها ظروفها للزواج من رجل أصغر منها، كمحلل، ولكنها تحبه وتقدر له جميله ونفس الحال بالنسبة لحمزة، وأيضا العلاقة التى تربط بين سامى العدل كبير البلطجية والمعلم، الذى يتحكم فى العزبة كلها ومصائر أمور البشر، ولكنه أمام وصال الفتاة التى قام بتربيتها – تجسدها كنده علوش – يتحول إلى طفل، يبكى ويتأثر، من ردود أفعالها المتناقضة نحوه، ومن الشخصيات الطازجة أيضا والمركبة والتى تعكس الكثير من تناقضات النفس البشرية الشخصية التى تجسدها انتصار كبلطجية امرأة، وشكل علاقتها بزوجها، وجبروتها وسطوتها تجاه زوجها شعلان ونساء العزبة، وكيف تتحول إلى امرأة مقهورة وضائعة عندما تفقد جنينها فى إحدى المعارك الانتخابية.
«البلطجى» لآسر ياسين عمل فنى متكامل إلى حد كبير ويحمل الكثير من عناصر التميز ويضم العديد من الوجوه الجديدة الواعدة، وهو من أكثر أعمال النجوم الشباب تميزا، والمسلسل تأليف أسامة نور الدين وإخراج خالد الحجر.
أما العمل الثانى والذى يقدم صورة غير نمطية للبلطجية والذين تحولوا إلى فرسان أحلام للفتيات مسلسل «طرف تالت» لـ عمرو يوسف وأمير كرارة ومحمود عبدالمغنى ونبيل عيسى، والمسلسل يكشف أيضا الكثير من خبايا العلاقة التى تربط بين رجال الأعمال والبلطجية، وتدور أحداثه حول 3 شباب يملكون الكثير من الأحلام يقف القدر وظروفهم الحياتية حائلا بينهم وبين تحقيقها، الأمر الذى يجعلهم أكثر إصراراً على التواجد وبأى وسيلة، فتدفعهم الأقدار فى طريق «الجنرال»، يجسده أحمد فؤاد سليم الذى يقوم باللعب على وتر رغباتهم، وأحلامهم ويضمهم إلى فريقه لتنفيذ عمليات تخدم مصالحه بالأساس ومصالح شبكة العلاقات التى يعمل من خلالها، ولكن عندما يدركون أنه يتم استغلالهم يحاولون التمرد على الجنرال.
وأجمل ما فى مسلسل «طرف تالت» هو الروح الجماعية بين فريق المسلسل والذين يبدون شديدى التناغم، ولا يعرفون «نفسنة» بعض النجوم، كما يحمل العمل قدرا كبيرا من التشويق فى بنائه الدرامى وشخصياته مرسومة جيدا والنص لهشام هلال ومصطفى حمدى والإخراج للمتميز محمد بكير.
ويجمع المسلسلين أن البطجية يظهرون بشكل شيك وجذابين ويتمتعون بالوسامة، حيث نجد آسر ياسين وأمير كرارة وعمرو يوسف يظهرون كـ«جانات» وفى منتهى الشياكة والأناقة، لتختلف صورة البلطجى عما شاهدناه من قبل فى الدراما التليفزيونية والأفلام السينمائية.
موضوعات متعلقة..
◄نقاد: شكل «البلطجى» اختلف فى الواقع ولم يختلف فى الدراما
◄بلطجى رمضان «اسم الله عليه».. عنيف لكنه إنسان
◄محسن منصور.. «البلطجى» زى ما الكتاب بيقول
◄العامل الخفى فى لعبة الانتخابات وذراع الداخلية
◄كل البنات بتحبك يا "بلطجى"
آسر ياسين وعمرو يوسف وأمير كرارة وعبدالمغنى.. بلطجية ياريت البلد كلها تبقى زيهم
الخميس، 02 أغسطس 2012 12:15 م
أمير كرارة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى عبد الباقي
تصدير ثقافة القبح
عدد الردود 0
بواسطة:
منال نور
فن البلطجة