قالت صحيفة "الوطن" السعودية اليوم إن قرارات الرئيس المصرى محمد مرسى الأخيرة أمر له دلالات كبيرة وعميقة، من شأنه تثبيت أركان دولة ما بعد الثورة بشكل كبير، مشيرة إلى أن أبواب التغيير فى مصر لا تزال مفتوحة على مصراعيها فى ظل الأحداث المتلاحقة.
وأضافت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم الأحد أن التطورات السياسية فى مصر ستظل هى الأهم والأعمق أثرا فى المنطقة نظرا لأهمية مصر المركزية كقلب للعالم العربى، موضحة أن ما يجرى فى مصر لا بد أن ينعكس على العالم العربى وأن يؤثر فيه بصورة أو أخرى.
وأشارت إلى أن الأسبوع الماضى وبعد العملية الإرهابية التى شهدتها منطقة سيناء ضد وحدة حدودية تابعة للجيش نتج عنها قتل ما يقارب من 16 ضابطا وجنديا مصريا أطلق الجيش المصرى عملية "النسر" التى استهدفت تطهير منطقة سيناء من تلك الجماعات.
وأوضحت أن التطور الأهم فى الجبهة المصرية لا يتعلق بتطور الأوضاع فى سيناء فقط وإنما أيضا التوابع السياسية التى ترافقت بقرارات الرئيس المصرى محمد مرسى فى إحالة عدد من كبار القادة العسكريين للتقاعد.
وقالت الصحيفة إن هذا التغيير الكبير الذى أجراه الرئيس محمد مرسى فى قيادة الجيش وتعيينه لوزير دفاع جديد؛ وإن بدت أنها ردة فعل على حادثة سيناء إلا أنها فى الواقع تعكس تطورا أوسع على صعيد مسار الثورة المصرية، فهذه التغييرات كانت جزءا من مطالب الثوار التى ما انفكوا يدعون لها، وإن كانت الفترة الماضية شهدت نوعا من التوافق السياسى لإبقاء القيادات العسكرية كما هى، إلا أنها ظلت حالة وفاق وقتية بسبب الظروف السياسية فى مصر، وهى الظروف التى سمحت حادثة سيناء بتجاوزها والإسراع فى تنفيذها.
وأوضحت الصحيفة أن قرارات الرئيس المصرى محمد مرسى الأخيرة أنهت وجود رأسين للنظام فى مصر، وثبتت دعائم الدولة المدنية، وهذا أمر له دلالات كبيرة وعميقة، من شأنه تثبيت أركان دولة ما بعد الثورة بشكل كبير، وكذلك تنظيم حدود العلاقة بين الجيش والسلطة فى المستقبل، على أن باب التغيير الذى فتح هنا لا يزال مفتوحا، وهو أمر يجب التنبه له بقوة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كما كانت حادثة سيناء سببا لفتح باب هذا التغيير الكبير، فإن هذه الحادثة أيضا لا يمكن فصلها عن الوضع فى قطاع غزة، أو دور الحركات الإسلامية التى لها انعكاس فى نهاية المطاف على جماعة الإخوان المسلمين الذين يحكمون اليوم، ومثلما فتحت الهجمات الإرهابية الباب للتغيير الذى شهدناه فإن استمرارية هذه الهجمات أو اتساع رقعتها ربما يتسبب فى تغيير آخر عكسى من قبل الجيش أو الشعب، وهذا أحد الدروس المستفادة من التاريخ.
وقالت الصحيفة - فى ختام افتتاحيتها - إن أبواب التغيير فى مصر لا تزال مفتوحة على مصراعيها، والحل يكمن فى بإنشاء جبهة شعبية عريضة من التوافق المجتمعى.
صحيفة سعودية: أبواب التغيير فى مصر لا تزال مفتوحة على مصراعيها
الأحد، 19 أغسطس 2012 11:16 ص