ولى شهر الحب وانتهت أيام العشق وتوارت لحظات الهناء والسعادة الأبدية، وأدبر النهار وهرب القمر واختفت النجوم وغابت الشمس، يالها من أيام وليال غاب منها الكدر وكثر فيها الأمل والخوف والرجاء، فهل تعود لنا تلك الأيام، وهل سنتمتع بعبقها وظلها وظلالها من جديد، أم أن العمر لن يلحقنا برمضان القادم؟
فرح من فرح وفاز من فاز وصام من صام، وصلى من صلى، وقام من قام، وتهجد من تهجد، ودعا من دعا، وبكى من بكى، وتبقى الجائزة وتبقى حلاوة الفرحة، ويبقى طعم الشهد فى الأفواه ونور اليقين فى القلب وصحوة جديدة فى العقل وقوة دافقة فى البدن.
وغاب عن رمضان من غاب وتكاسل من تكاسل وقصر من قصر ونسى من نسى، وتاه من تاه، وبقى الندم والحسرة والضعف والقلق وانتهى رمضان فهل سيلحق به المقصرون والمذنبون والمخطئون؟
وحرم من وجوع الصيام من حرم وحرم من رائحة الفم من حرم وحرم من نسيم الرحمة من حرم، أولئك الذين لم يصوموا وهم قادرون أولئك الذين أفطروا متعمدين أولئك الذين لم يراعوا حرمة الصيام فى الشارع واعتقدوا أن الصيام عقبة فى حياتهم فرفضوا الجائزة وأهالوا التراب فوق رؤوسهم.
والعجيب عزيزى القارئ أننا جميعا كلنا وبلا استثناء الصائم والقائم والعاصى والمفطر كلنا ننتظر رمضان، ونتمنى قدومه والعجب من ذلك أننا جميعا نفرح بليلة الرؤية وقدوم العيد وكلنا يلبس الجديد ويصافح غيره ويبتسم فى وجهه، ويطعم الكعك والبسكويت.
فاللهم أعد علينا هلال البركة والخير مرة أخرى وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واهدِ العاصى منا إلى ما تحبه وترضاه.