نيويورك تايمز: تغيير قادة الجيش يمثل تحديًا لرئيس أمريكا القادم.. ورؤية رئيس الأركان تعيد للأذهان فكرة القومية العظمى.. ومحللون: توافق بين الجماعة والقادة العسكريين حول التوجه بعيدًا عن واشنطن

السبت، 18 أغسطس 2012 12:06 م
نيويورك تايمز: تغيير قادة الجيش يمثل تحديًا لرئيس أمريكا القادم.. ورؤية رئيس الأركان تعيد للأذهان فكرة القومية العظمى.. ومحللون: توافق بين الجماعة والقادة العسكريين حول التوجه بعيدًا عن واشنطن الفريق صدقى صبحى رئيس أركان القوات المسلحة
كتب بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علقت صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير لها على الورقة البحثية التى قدمها الفريق صدقى صبحى، رئيس أركان القوات المسلحة الجديد، قبل سبع سنوات، للحصول على درجة الماجيستير من إحدى الكليات العسكرية بالولايات المتحدة، والتى انتقد خلالها بشكل كبير السياسات التى تتبناها الإدارة الأمريكية فى عدة اتجاهات، موضحة أن التوجه الذى سوف تتبناه المؤسسة العسكرية فى مصر سوف يمثل تحديًا كبيرًا للإدارة الأمريكية خلال المرحلة المقبلة.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن التغييرات الأخيرة التى أجراها الدكتور محمد مرسى على قيادات المؤسسة العسكرية ربما تمثل تحديًا مهمًّا للرئيس الأمريكى القادم، خاصة أن الولايات المتحدة قد حظيت بعلاقات وثيقة مع الجيش المصرى منذ أمد بعيد، خاصة فى ظل التحالف الذى جمع البلدين لسنوات طويلة، موضحة أن تلك الورقة البحثية التى قدمها صبحى إبان دراسته تعكس سرعة التغيير الذى تشهده منطقة الشرق الأوسط.

وذكرت الصحيفة الأمريكية مقتطفات من البحث الذى قدمه صبحى، والذى انتقد خلاله سياسات الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، ودعمها الشديد الأحادى الجانب لإسرائيل رغم ما ترتكبه من انتهاكات، ووضح فيه أن تلك السياسات الأمريكية التى اتسمت بعدائها الشديد للإسلام أفقدت الولايات المتحدة مصداقيتها من حيث فكرة الالتزام بالديمقراطية ودعمها، وأضاف أن الحل الأمثل من وجهة نظره يتمثل فى سحب جميع القوات الأمريكية المتواجدة فى المنطقة، بالإضافة إلى العمل على دعم اقتصاديات بلدانها.

وتابعت نيويورك تايمز فى تقريرها أن كلاًّ من الرئيس الأمريكى باراك أوباما أو المرشح الجمهورى ميت رومنى لم يلتفتا بشكل علنى على الأقل نحو مسألة إعادة تشكيل دور الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة خلال المرحلة المقبلة، موضحة أن رؤية صبحى ربما تكون بمثابة جرس إنذار لحلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة كإسرائيل والمملكة العربية السعودية، خاصة أنها قد تفتح الباب أمام اتساع النفوذ الإيرانى من جانب، كما أنها تعيد إلى الأذهان فكرة القومية المصرية أو العربية العظمى من جانب آخر.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن ورقة صبحى تعد مفيدة للغاية، خاصة أنها تذكر الإدارة الأمريكية بالتعقيدات الكثيرة التى تحيط بالديمقراطيات العربية بشكل كبير، وبالتالى يمكن على أساسها تحديد الاستراتيجية التى قد تتبناها الولايات المتحدة فى المنطقة خلال المرحلة المقبلة.
وأضافت الصحيفة أن تلك الرؤية التى يتبناها الجنرال المصرى ربما تعكس التغيير الكبير الذى قد تشهده مصر خلال المرحلة المقبلة تجاه محيطها الدولى والإقليمى، موضحة أن الأمر ربما لا يتوقف على مصر، بل قد يمتد كذلك إلى سوريا أيضًا.

وقالت الصحيفة: إن تعيين صبحى جاء فى أعقاب الأحداث الأخيرة التى شهدتها رفح، والتى أسفرت عن مقتل حوالى 16 ضابطًا وجنديًّا بالقوات المسلحة المصرية. موضحة أن الرئيس المصرى لم يتجه لذات المنحى الذى اتخذته جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها والتى اتهمت إسرائيل بالتورط فى تلك الأحداث فى بيان لها، مضيفة أن الدكتور مرسى قد تعهد بمداهمة الميليشيات الإسلامية فى سيناء.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل أشادت من جانبها بالموقف الذى تبنته مؤسسة الرئاسة فى مصر تجاه أحداث رفح، الأمر الذى يعكس رغبة القادة الإسرائيليين فى عدم الانزلاق فى صراع مع مصر، وهو ما اعتبرته الصحيفة دليلاً دامغًا على استقرار المنطقة.

وأوضحت الصحيفة أن هجمات رفح الأخيرة قد وضعت الولايات المتحدة أمام خيار وحيد، وهو المواجهة مع الحكومة الإسلامية الجديدة التى تولت مقاليد الأمور فى مصر، موضحة أن الإدارة الأمريكية قد تمتعت بعلاقات خاصة مع المؤسسة العسكرية فى مصر طيلة السنوات الماضية كانت تمثل بديلاً لها خاصة أن الجنرالات قد امتلكوا السلطة بشكل كبير.

إلا أن مرسى قد استغل أحداث رفح الأخيرة وما ترتب عليها من حرج كبير للمؤسسة العسكرية المصرية لإجراء تغييرات جذرية فى قيادات القوات المسلحة والإطاحة بالمشير ورئيس الأركان السابقين، ووضحت الصحيفة أن ذلك قد تم بالتشاور مع قادة المجلس العسكرى، وبالتالى استحوذ على جميع السلطات فى البلاد لحين انتخاب البرلمان الجديد.

ويرى العديد من المحللين الأمريكيين أن صعود الجماعة إلى سدة السلطة بالإضافة إلى توجه القيادات الجديدة فى القوات المسلحة المصرية قد يمثلان تحديًا كبيرًا للولايات المتحدة، خاصة أن ورقة صبحى البحثية التى قدمها عام 2005 تعكس أن هناك توافقًا بين الإخوان والقادة العسكريين حول تغيير التوجه وتحويله بعيدًا عن الولايات المتحدة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة