خالد النبوى يكتب: اتبرع لبناء دولة.. مصر وضعت ثورتها جانباًَ وقررت توظيف كل طاقتها لجمع التبرعات

الجمعة، 17 أغسطس 2012 07:55 م
خالد النبوى يكتب: اتبرع لبناء دولة.. مصر وضعت ثورتها جانباًَ وقررت توظيف كل طاقتها لجمع التبرعات خالد النبوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيذكر التاريخ أننا نعيش فى زمن دولة التبرعات، وأننا بحق نستحق هذا اللقب، وأن مصر فى هذه المرحلة من تاريخها قدرت عدم الاعتماد على أى مصدر من المصادر الطبيعية التى حباها بها الله، أو أى مصدر من مصادر البناء الإنسانى عبر تاريخها.

قررت مصر أن تضع جانباً أرضها ونيلها وبحارها وشمسها وطاقة إنسانها وتعتمد فقط على مصدر واحد وهو التبرعات.

قررت مصر أن تضع جانباً ما بناه الإنسان المصرى عبر التاريخ من أهرامات وقناة سويس وسد عالى وصناعات عظيمة أقامتها وتعتمد فقط على التبرعات.

قررت مصر أن تضع جانباً أعظم ما تمتلكه وهو الإنسان المصرى بطاقته وعبقريته.

قررت مصر أن تضع ثورتها جانباً وتعتمد على التبرعات.

قررت أن تضع شبابها جانباً.

شبابها الذين استشهدوا ودفعوا دماءهم من أجل حرية هذا الوطن.

قررت مصر أن تضع كل هذا جانباً وقررت أن توظف كل طاقتها فى حملة كبرى لجمع التبرعات.

اتبرع لبناء مدرسة.. اتبرع لعلاج مريض.. اتبرع لإطعام جائع.. اتبرع لخلق فرصة عمل.. اتبرع لتوصيل كهرباء.. اتبرع لتوصيل مياه.

وفى قادم الأيام أخشى أن نتبرع لبناء دولة.

أنا لست ضد مبدأ التكافل الاجتماعى، ولكنى ضد أن نعيش فى عصر كلما زاد فيه التبرع زاد الجوع.

لست ضد أن نتبرع لبعض الاستثناءات كالبحث العلمى مثلاً أو بناء مستشفى استثنائى ولكن أن يتبرع جائع لإطعام جائع فهذا عبث.

أن تقوم الحكومة بثمانين فى المائة ونساعدها بالباقى فلا مانع أما ألا تفعل الحكومة شيئاً ونتبرع لها لتقوم بواجبها فهذا عبث، خصوصاً وأن هذه الحكومة تقوم بتحصيل الضرائب على كل شىء وآخرها الضرائب العقارية ولا تنسوا أن المواطن يدفع 10٪ على كل شىء حتى طبق الفول.

أنا مع التكافل الاجتماعى ولكن فى عهد عمر بن عبد العزيز، حيث لا يجوع أحد، حيث يجد الجميع فرصة العمل الكريمة ولا يهان فى طلب التبرع.

أما أن نعيش فى بلد حكومته تترك أعمدة الإنارة مضاءة نهاراً ومظلمة ليلاً!

بلد به سد عالى ويعانى من نقص الكهرباء!

بلد به أطول أنهار الدنيا ونجرى فى الشوارع بحثاً عن زجاجة مياه!

بلد به وزارة رى ومع ذلك هناك حملات للتبرع لإدخال مياه التغذية!

أحياناً أتساءل ما هو شعور هذه الوزارة وهذه الحكومة؟!!

الغريب أنه كلما زادت حملات التبرع الإعلانية زاد الفقر والجوع والمرض طلباً لتبرعات أكثر وهكذا إعلانات تبرعات أكثر وجوع أكثر!!

هل يقوم أحد فى حكومتنا بأفعال حقيقية؟!

هل تدرك حكومتنا عندما تنصحنا بالجلوس جميعاً فى غرفة واحدة نرتدى الأقطان، حتى تتحمل كارثة انقطاع الكهرباء.. هل تدرك أن هذا هو قانون الموت والاستسلام؟! وأنها حكومة جاءت كنتيجة لثورة الحلم وقوة الإرادة؟

هل تدرك حكومتنا منذ أكثر من ثلاثين سنة وحتى الآن أن اليابان قامت وأصبحت ثانى أكبر قوة اقتصادية فى العالم على الرغم من أنها ضربت بالقنابل الذرية وأننا مازلنا نسمى أنفسنا بلدا فقيرا؟!

لنعلم جميعاً.. أنه فى بلد يقوم على التبرعات لا يوجد مستقبل.

فى بلد تضع طاقة الإنسان جانباً لا يوجد مستقبل.

فى بلد لا تعرف كيف تستخدم مواردها الطبيعية لا يوجد مستقبل.

فى بلد لا تعرف كيف تستغل حضارة بناها الفراعنة الأجداد لا يوجد مستقبل.

فى بلد يحاول البعض فيه القضاء على السياحة لا يوجد مستقبل.

فى بلد يحاول البعض فيه القضاء على قوة مصر الناعمة لا يوجد مستقبل.

فى بلد يتم فيه إهدار العقول بشكل ممنهج لا توجد فرصة لبناء مستقبل.

فى بلد لا يشارك كل أبنائه فى كتابة الدستور لا يوجد مستقبل.

فى بلد تجرى فى الشوارع بحثاً عن زجاجة مياه لا يوجد مستقبل.

فى بلد كهذا لا يمكن أن تقوم دولة حتى لو تبرعنا لبناء دولة.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

Fox

يسلم كلامك

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير محفوظ

اراء المبدعين

عدد الردود 0

بواسطة:

نيللي

الله ينور

الله ينور

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

معك حق ولكن يجب الصبر

عدد الردود 0

بواسطة:

emad

مقال جامد

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

الفنان ده طلع حكايه والله

عدد الردود 0

بواسطة:

الشنقيطى

معك كل الحق ولكن ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

مصر - omardealo

الحكومة لم تطلب تبرعات من أحد !

عدد الردود 0

بواسطة:

منى

عندك حق ياخالد

عدد الردود 0

بواسطة:

عبده

المعونه تعدت الحدود

حتى صارت الدول تدعم حتى لا يصير ما لا تحمد عقباه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة