ينظم مجموعة من المثقفين وقفة احتجاجية يوم الخميس 23 أغسطس الساعة السابعة مساء بميدان طلعت حرب بوسط البلد، تعبيرا عن قلقهم من محاولات تغيير هوية الدولة ومن الدستور الذى تجرى صياغته حاليا، خصوصا فيما يتعلق بالحريات العامة والخاصة، وذلك من أجل إقرار مبادئ الحريات العامة وحماية الحريات بصفة عامة، وحرية التعبير بصفة خاصة فى الرأى والتفكير والإبداع والصحافة، وللتنديد بالهجمة الشرسة التى تتعرض لها الثقافة والإبداع، ومحاولات تكميم الأفواه التى تمثلت فى مصادرة بعض الصحف، ومنع كتاب وصحفيين من الكتابة والاعتداء على الإعلاميين.
وأشار المثقفون فى بيان رسمى لهم إلى أنه من المقرر أن يحمل المثقفون لافتات تندد بقمع الحريات، وكذلك صوراً لرواد التنوير المصرى من مائتى عام، كما يتحركون فى مسيرة بوسط القاهرة، وسوف يتبع الوقفة عدد من الفعاليات المستمرة، والتى تضم كافة العاملين فى مجالات الثقافة والإبداع والإعلام والحقوقيين، وكذلك المهتمين من الجماهير باعتبار الثقافة هى حائط الصد الأخير فى معركة أخونة الدولة على حد تعبيرهم فى البيان.
وطالب المثقفون المصريون، السلطة المصرية، فى شكلها الأخير بإثبات حسن نواياها تجاه احترام استقلالية المؤسسات، وعدم تسييسها لصالح تيار أو جماعة، وإعمال معيار الكفاءة فى الاختيار والعزل، وليس الانتماء الفكرى أو الأيديولوجى للحزب أو الجماعة الحاكمة، ويهيب المثقفون بمسئولى البلاد الآن أن يضعوا الثقافة كفكر وفن فى مقدمة خطتهم للنهوض، فلا يمكن بلد قدمت الحضارة للعالم أن يخلو دستورها من مادة واحدة تحصن الثقافة من التجريف لصالح أى فكر أو تيار حال وصوله إلى الحكم، ولا يمكن للجنة تعدادها مائة مواطن مصرى يضعون دستور بلد بحجم مصر فى القرن الحادى والعشرين ألا يكون بها تمثيل قوى للكتاب والفنانين والشعراء والمثقفين.
فى هذا الإطار، يهيب المثقفون المصريون بإخوانهم من أبناء الشعب المصرى بالوقوف، إلى جانب إنقاذ الثقافة المصرية من الدخول فى طور الاضمحلال والركود بسيادة فكر واحد وتيار واحد وجماعة واحدة، وترك الفرصة كاملة لكل التيارات والجماعات والأفكار أن تكون مطروحة على الطريق للجميع، كى نبنى وطناً سالماً آمناً حراً ديمقراطياً ومتعدد الأطياف.