بدأت الأزمة السورية فى العبور إلى الأراضى اللبنانية التى تسير منذ أمس الأربعاء، بخطى فعلية على طريق أزمة مع دول الخليج فى أعقاب تهديد رعاياها بعمليات الاختطاف من قبل عائلة حسان المقداد لمساندتها للجيش السورى الحر الذى اختطف ابنهم فى سوريا منذ عدة أيام.
وقال مصدر بالجامعة العربية لـ"اليوم السابع"، إن ما يحدث الآن ما هو إلا ترجمة فعلية لتحذير الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى منذ أشهر محدودة بأن سوريا دولة مؤثرة فى المنطقة، وأن المشاكل فيها ستكون لها تداعيات على دول الجوار، ويبدو أن هذا التحذير بدأ بالفعل وعلى الرغم من أن هناك نفياً قاطعاً من جانب دول الخليج بوجود أزمة سياسية مع لبنان وأن القضية فقط محاولة الحفاظ على حياة مواطنيهم إلا أن هناك "ناراً تحت الرماد".
وأشار مصدر دبلوماسى عربى إلى أن هذه الأزمة إذا لم تحل، فستنعكس على الجامعة العربية والتى ستبدأ اجتماعات دورتها الـ138، حيث سيتسلم لبنان الرئاسة لستة أشهر جديدة، مشدداً على أن عدم استطاعة حكومة لبنان المسانده لنظام بشار الأسد لحل الأزمة سيؤدى إلى أزمة سياسية جديدة مع دول الخليج، متوقعاً أن الأمور إذا شهدت تطوراً ربما ترفض تلك الدول رئاسة لبنان للجامعة العربية لهذه الدورة التى تأتى فى وقت شديد الحساسية.
ولفت المصدر إلى أن المسئولين اللبنانين يحاولون احتواء الأزمة عبر المفاوضات مع عشيرة آل مقداد والتى حذر أفراد منها رعايا السعودية وقطر وتركيا وسوريا من الرد بخطفهم فى حال لم يفرج عن ابنهم المحتجز من قبل الجيش الحر فى سوريا، كما طالبوا برحيل سفراء تلك الدول من لبنان.
ومن جانبه، أعلن الرئيس اللبنانى ميشال سليمان، أنه أجرى اتصالات مع القادة الأمنيين لحل مسألة خطف عشرات المواطنين السوريين وآخر تركى فى لبنان رداًً على خطف لبنانيين فى سوريا، فى وقت أفيد فيه عن عمليات خطف جديدة طالت سوريين أمس الخميس.
وقال سليمان ردا على أسئلة الصحفيين فى مقر الرئاسة الصيفى فى بيت الدين،" اجتمعت مع القادة الأمنيين ومع الوزراء المعنيين لبحث مسألة الخطف والخطف المضاد"، معرباً عن أمله فى أن تحل المسألة "دبلوماسيا"، مضيفا" إن شاء الله يتم إطلاق المخطوفين اللبنانيين فى سوريا والإفراج عن المخطوفين السوريين فى لبنان."
وأفاد مصدر أمنى أن أربعة مسلحين أقدموا صباح اليوم الخميس، على خطف السورى حسام يحيى خشروم من مواليد 1970 فى بلدة جلالا قرب شتورا فى منطقة البقاع.
وفى خطوة تشكل سابقة فى لبنان منذ عمليات خطف الأجانب التى شهدتها سنوات الحرب الأهلية (1975-1990)، لاسيما فى الثمانينات، أعلن الأربعاء عن خطف عشرات المواطنين السوريين من "عناصر الجيش السورى الحر" المعارض للنظام السورى فى مناطق مختلفة من لبنان، وذلك رداً على خطف الجيش الحر لمواطنين لبنانيين شيعة.
وأعلنت رابطة عشيرة آل المقداد الشيعية مسئوليتها عن معظم هذه العمليات، مشيرة إلى أن "الجناح العسكرى" فيها أقدم على تنفيذها رداً على خطف أحد أبناء العشيرة حسان المقداد قبل عدة أيام فى دمشق، وهى المرة الأولى التى يعلن فيها عن مثل هذا الجناح الذى يذكر بممارسات الحرب الأهلية.
وآل المقداد عشيرة شيعية نافذة، وتتخذ مقراً لرابطتها فى منطقة الرويس فى الضاحية الجنوبية لبيروت التى تعتبر معقلاً لحزب الله الشيعى.
ورفض حزب الله التعليق على الموضوع، بينما أكدت العشيرة أنها لا تحظى بأى تغطية من حزب الله أو من حركة أمل الشيعية التى يرأسها رئيس المجلس النيابى نبيه برى، ويعتبر الحزب والحركة من أبرز حلفاء النظام السورى فى لبنان.
سوريا تشعل أزمة دبلوماسية بين بيروت ودول الخليج.. وتهدد رئاسة لبنان لمجلس الجامعة العربية.. وميشال سليمان يجرى اتصالات مع القادة الأمنيين لحل مسألة خطف عشرات المواطنين السوريين
الخميس، 16 أغسطس 2012 11:11 م