د.محمد قنديل يكتب: الأخلاق أولا

الخميس، 16 أغسطس 2012 12:13 م
د.محمد قنديل يكتب: الأخلاق أولا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تنتابنى الدهشة دائما حين أستمع للكثير من السياسيين ومن النخب المثقفة، يصفون الشعب المصرى بالعظيم، ووجه الدهشة هنا ينبع من أن أى متابع لما يدور فى الشارع المصرى اليوم يدرك أن هدا الوصف لا علاقة له بالواقع الحالى. أين وجه العظمة فى فوضى مرورية تمارسها كافة أنواع المركبات متمثلة فى السير عكس الاتجاه وكسر الإشارات وانتظار خاطئ وإطلاق آلات التنبيه دون داع.

أى عظمة تلك التى توصلنا إلى أن نرى تلال القمامة المكدسة فى الشوارع بكل محافظات الجمهورية، وما هو وجه العظمة فى قطع الطرق طلبا لزيادة فى مرتب، أو فى مهاجمة المستشفيات بالسنج والأسلحة النارية احتجاجا على الخدمة المقدمة!

كان مفهوما أن يطلق رموز النظام السابق على شعب ترتكب الأغلبية فيه كل هذه الموبقات، وصف العظيم كنوع من النفاق والتدليس فى إطار اتفاق غير معلن بين رموز النظام السابق وهذه الأغلبية مفاده "افعلوا ماتشاءون واتركونا نحكمكم للأبد"، غير أن هذا الوضع لا يستقيم بعد ثورة يناير 2011 التى طالبت بأن تكون الديموقراطية أساسا للحكم، حيث لا أبدية لحاكم، ومن ثم لا مكان لترك كل إنسان يفعل ما يشاء دون رادع.

إن الوضع المأساوى الذى نعيشه يستلزم الكف عن وصف شعبنا بالعظيم إلى أن تتحقق مظاهر تلك العظمة. نحن نحتاج إلى من يواجهنا بأننا شعب يفتقر - فى أغلبه - إلى أهم مقومات الحضارة والتقدم، ألا وهى الأخلاق السوية واحترام بعضنا البعض، وأتصور أن ﺫلك هو السبب الرئيسى لما نعانيه من تخلف وفوضى تروج لها نسبة الأمية المرتفعة فى البلاد. من المؤكد أنك لو طلبت من أشهر مصممى الأزياء فى العالم أن يصمم لك زيا مميزا من قطعة قماش مهترئة فسوف يعجز عن ﺫلك، وإﺫا كان الشىء يالشىء يذكر، فلابد من الاعتراف أن ﺫلك سيكون الحال أيضا مع أية حكومة تضم أكفأ العناصر، سواء كانوا من التكنوقراط أو السياسيين، تحمل برنامجا إصلاحيا مميزا، حيث لن يكتب لمثل هذا البرنامج النجاح، أو أن نجاحه سيكون محدوداً على أقصى تقدير إﺫا ما استمرت سلوكياتنا على ما هى عليه.

إننى أدعو الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة- وهو بالمناسبة ليس قريبا لى وإنما زميل دراسة بالمرحلة الابتدائية - أن يتبنى برنامجا قوميا جادا لاستعادة الأخلاق الغائبة وإصلاح السلوكيات المعوجة، شريطة أن يصاحب ﺫلك فى الأجل القصير تغليظ للعقوبات، مع تطبيق حاسم لها، وأن تكون هناك خطة توعية بسلوكيات المرور والنظافة وقيم العمل والاحترام تعمل عليها كافة وسائل الإعلام، تؤتى ثمارها على المدى المتوسط والطويل، وأن يسير ذلك جنبا إلى جنب مع برامج جادة لمحو الأمية، وتوسع كمى وكيفى فى التعليم قبل الجامعى، وذلك وحده هو السبيل الذى يمهد الطريق إلى نهضة مجتمعية حقيقية، وصدق الخالق حين قال "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".






مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

khaled

كلمة حق

عندك حق يادكتور محمد فى كل كلمة حضرتك ذكرتها

عدد الردود 0

بواسطة:

سارة حراز

وغابت الموضوعية عن كل ما نعيشه

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى مغترب

احسنت

عدد الردود 0

بواسطة:

د هيثم أبوعلي

صعب لكن ممكن باذن الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة