يخطئ من يظن أن الرئيس مرسى هو صاحب المبادرة فى الانقلاب على المجلس العسكرى، الحقيقة الأمر مختلف كلية من وجهة نظرى، الأمر فرض على مرسى فرضا بعض الأحداث مثل:
* عدم قدرة الرئيس على الوفاء بالتزاماته حتى الآن بتوفير احتياجات المواطنين العاجلة مثل الأمن والغاز والكهرباء ورغيف الخبز والبنزين، وهى أمور حيوية جدا تمس حياة المواطنين، والأهم من ذلك الأمن المترهل رغم تغيير القيادات الأمنية، وكأن المؤسسة الأمنية تصر على عدم مواجهة الاحتياجات الأمنية فى بعض الأماكن بحزم.
* أزمة سيناء وهى أزمة مركبة، ويمكن تسميتها أزمة مرسى، وتتلخص فى الآتى:
- تقاعس أمنى ومخابراتى عن مواجهة خطر محتمل أعلنته إسرائيل، وأطلقت جرس إنذار ضخم أزعج الموتى فى قبورهم، ولم يهتم له قادة الأجهزة الأمنية مما عرض أبناء المؤسسة العسكرية للموت، وأصاب الأمن المصرى فى مقتل.
- ما بدا وكأنه تلاعب من الأجهزة الأمنية بالرئيس مرسى، وظهور السيد الرئيس بشكل مخزى فى بداية الأزمة حين وصل سيناء، وبالخصوص مدينة العريش، ولم يجلس بها سوى نصف ساعة وعاد للقاهرة دون الوصول لمكان الحادث، مما جعل الشعب يراه فى صورة الجبان، واكتملت الصورة حين لم يؤمن موكبه فى مسجد رشدان، ولم يستطع أن يصل لمكان الجنازة المهيب الذى حضره الكل، وغاب الرئيس!!
- بدأ الأمر وكأنه بداية انقلاب عسكرى ضد مرسى، وخاصة بعد الدعوات ليوم 24/8 القادم للخروج ضد الإخوان.
- كان على الرئيس أن يخرج بموقف مشرف ويجهض السيناريو القادم ضده ويأخذ خطوات استباقية بدأت بإزالة الورم العميق بإقالة بدين ورئيس المخابرات والذهاب إلى سيناء فى موقع الحدث، وإصراره أنه يقود العمليات بنفسه، وهو أمر ذو دلالة يعلن به رسميا أنه رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وانتهاء عصر طنطاوى وعنان، وبداية مرحلة الرئيس مرسى القادر على الوفاء بعهوده. إذن كان الأمر يسيرا ومتوقعا ومن الصعب أن يقف أمام الشرعية الجيش الذى حافظ عليه، خاصة أن تاريخ الجيش المصرى هو تاريخ مشرف لا يعرف الانقلابات وينحاز للشرعية دائما. وسهل من الأمر انصياع عنان والمشير، خاصة أن السن لا تسمح بنزاعات وصراع على السلطة.
استرد مرسى عرشه المفقود، وبدأت مرحلة جديدة مشرقة له فى قيادة البلاد، وعليه أن يظهر أنه قادر على تحقيق مشروع المائة يوم، والأهم إظهار أنه رئيس مصر لا رئيس جماعة أو ممثل لتيار بعينه، وكل ما نتمناه التوفيق لصالح مصر. أيضا نتمنى أن تختفى ظاهرة عسكرة المناصب فى مصر من محافظين ومحليات وشركات.. الخ، وإعطاء الفرصة لأهل العلم والفكر للعمل الجاد لخدمة ورفعة البلاد.
