أجمعت الصحف السعودية الصادرة اليوم على أن قمة مكة المكرمة الاستثنائية التى دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حشدت لأول مرة أكبر عدد من القادة والزعماء العرب والمسلمين تعد "مرحلة فارقة" فى تاريخ العالم الإسلامى نظرا لعظمة المكان والزمان الذى تعقد فيه والمخاطر البالغة التى تحدق بالمسلمين من كل حدب وصوب.
من جانبها، أعربت صحيفة "الرياض" عن اعتقادها بأن المؤتمر الإسلامى الحالى لابد أن يحدث فيه تغيير نوعى حول أسلوب تعاطيه مع الأوضاع الخاصة بهذا العالم الكبير، والعلاقة مع الخارج، حيث إنه يملك أدوات التأثير فى الشأن العام العالمى ، وأوضحت الصحيفة أن التفكير بطرح مشروع إسلامى يراعى كل الأحوال يأتى خطوة أولى لتحقيق الفرص المتاحة، ورمزية المؤتمر أنه يمثل العالم كله بقاراته ومواقعه، ونسبة سكانه، وهو حدث مهم لو أننا وصلنا إلى رؤية مشتركة ورابط يضعنا على دائرة العمل الواحد.
وأشارت الصحيفة إلى أن العالم الخارجى قد يرى هذه القمة مجرد حضور (بروتوكولى) لكنه يضع بحساباته أن الإسلام ممثلا بهذه الدول ما يعنى أنه جزء من محرك للعالم، وبكل تناقضات أوضاعه الاقتصادية والثقافية، فبعده الروحى يتزايد ما يوجب نزع التعامل غير العقلانى مع هذه الجموع، أو تصويرها بشكل سلبى، لتخلق التصورات عداوات خلقها الاستعمار الذى ظل ينظر للشعوب وأديانها وروحانياتها بما لا يليق بها، بينما حقيقة الإسلام التعايش والسلام للجميع.
وطرحت صحيفة "عكاظ" فى افتتاحيتها التى حملت عنوان "العالم الإسلامى فى مكة" تساؤلا عن جدوى قمة مكة المكرمة الإسلامية الاستثنائية وأهميتها، واعتبرت أن التساؤل بحد ذاته عن أهمية هذه القمة، هو أحد الأسباب التى دعت إلى قمة استثنائية تضامنية لمعالجة قضايا المسلمين الرئيسة.
وقالت الصحيفة: ولعل استشعار خادم الحرمين الشريفين لما يحيط دول العالم الإسلامى من أخطار، دفعه للدعوة إلى هذه القمة، وكانت الاستجابة السريعة لقادة هذه الدول أكبر دليل على البعد التضامنى للمسلمين حيال قضاياهم المركزية، ورأت أن اجتماع قادة وممثلى 56 دولة إسلامية فى مكة المكرمة، يعكس أهمية القضايا المطروحة على جدول الأعمال ويعكس أيضا حجم الوزن السياسى والبشرى لدول المسلمين.
وتحت عنوان (قمة مكة.. بين التحديات وأسباب النجاح) قالت صحيفة "الوطن" إن قيمتى الزمان والمكان تحالفتا لتنشرا غلالة روحية شفيفة على أجواء القمة،ى وأضافت: تتطلع أنظار قرابة المليارى مسلم صوب أطهر البقاع يحدوها الأمل فى أن يؤدى التوقيت الزمانى والمكانى بدلالاته العميقة لتحفيز المجتمعين للعمل بإخلاص ونية صالحة وضمير طاهر ومن ثم إنجاح المساعى الصادقة فى توحيد الكلمة ولم شمل الأمة حتى تتعدى هذه المرحلة العصيبة من تاريخها الحديث، ورأت أن القمة تأتى استجابة لحزمة تحديات وظروف معقدة تمر بها المنطقة والعديد من دول العالم الإسلامى الأمر الذى حتم تنظيم هذه القمة الاستثنائية والتى يؤمل أيضا أن تكون استثنائية فى نتائجها.
واعتبرت "الوطن" أن القضية السورية تستحوذ على المشهد العالمى برمته الآن وهى تستحق ذلك دون شك، مشيرة إلى أنه يجب ألا يحجب الأضواء عن جروح أخرى نازفة فى الجسد الإسلامى فى الصومال وبورما وأفغانستان وغيرها من البؤر الدامية، ولكن تبقى القضية الفلسطينية هى السبب الرئيس لحالة عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، إذ لا يمكن أن يكون هناك سلام شامل إلا ضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية.
وأكدت الصحيفة أن الأمة الإسلامية تمتلك من المؤهلات والقدرات البشرية والمادية الهائلة، ما يؤهلها لريادة العالم، إلا أنها تحتاج أولا لمعالجة أزماتها وهذا يتطلب بدوره خارطة عمل يمكن من خلالها وضع برامج طويلة المدى لوضع حلول للمشكلات التى تواجهها.
من جانبها أوضحت صحيفة "المدينة" أنه ليس بوسع أحد القول إن القمة الإسلامية الاستثنائية يمكنها أن تحقق المعجزات، فهى لا تملك عصا سحرية، ولكنها معنية بالدرجة الأولى، بتوحيد الصف الإسلامى لمواجهة الفتن الطائفية، والمذهبية، ودرئها، والتصدى للمخاطر الجسيمة الناجمة عنها، بما فى ذلك التطرّف، والتحريض،
والعنف، والخروج عن إجماع الأمة.
وأوضحت أن تلك الفتن تشكل الخطر الحقيقى الذى يهدد أمن واستقرار الدول الإسلامية قاطبة، لما يمكن أن تؤدى إليه من حروب أهلية، وانقسامات، وحركات انفصالية بدأت مؤشراتها تلوح بالفعل فى بعض تلك الدول.
وقالت إنه ليس من المستغرب أن يستقطب الوضع المأساوى فى سوريا اهتمام القمة، ويحتل الأولوية فى جدول أعمالها بعد أن وصل تمادى النظام السورى فى انتهاكاته، وممارساته الوحشية ضد شعبه.
وتوقعت الصحيفة أن تكون رسالة القمة عشية انعقادها موجهة إلى النظام السورى، بأن سياسة الأرض المحروقة التى يتبعها النظام لا يمكن أن تكون يوما ضمانة استقرار أو وسيلة حل، وأن يكون تعليق عضوية النظام السورى فى منظمة المؤتمر الإسلامى هو شكل آخر من أشكال العقوبات الدولية ضد هذا النظام الجائر المستبد.
وخلصت الصحيفة إلى القول: إن القمة الإسلامية الاستثنائية ليست حدثا عابرا ينتهى ببيان ختامى يدين ويشجب ويستنكر، وإنما هى محاولة جادة لإنقاذ وتعزيز العمل الإسلامى المشترك الذى يعتبر الضمانة الحقيقية للحفاظ على وحدة وأمن واستقرار الدول الإسلامية.
وتحت عنوان (تحديات الأمة.. موقف واحد)، أكدت صحيفة "اليوم" أنه منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا ونذيرا للعالمين، وأتى النبى الكريم برسالة السلام والمحبة والتسامح والتعاون على البر والتقوى، فإن أمة الإسلام مكلفة بإعمار الأرض وإشاعة المحبة والسلام والتعاون بين الناس على البر والتقوى.
وهذا التكليف يوجب على الأمة الإسلامية أن تشيع السلام فى ربوعها أولا وأن تسعى إلى تحقيق الأمن والطمأنينة لجميع بنى الإنسان فى كل مكان وزمان تحقيقا للرسالة الخالدة.
وأشارت إلى أن الأمة الإسلامية تواجه تحديات داخلية عاصفة وخطيرة تهدد المصير مثلما يحدث فى سوريا وفى ميانمار، إذ يواجه الشعب السورى وشعب الروهنجا فى ميانمار خطر إبادة جماعية محققة، مع استمرار القتل والتصفية الحقودة فى صفوف هذين الشعبين بشكل قلما يشهد له مثيل من الحقد والكراهية، بدافع طائفى فى كلا البلدين.
وقالت إن التكليف الدينى يفرض على المسلمين مواطنين وقادة أن يهبوا لنصرة الأبرياء وإغاثة الملهوفين ونجدة المضرورين. ولهذا كانت دعوة خادم الحرمين الشريفين لقادة الأمة الإسلامية للاجتماع فى أطهر ثرى وأغلى أرض، مكة المكرمة، لتدارس أحوال الأمة والتحديات التى تواجهها لتقرير حلول عاجلة للأوضاع فى سوريا
وميانمار وحلول ضرورية للمشاكل التى تواجه المسلمين والأقليات الإسلامية.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن تنهض الأمة الإسلامية بمسئولياتها التاريخية لمنع استمرار الإبادة الجماعية فى كل من سوريا وميانمار ويجب كذلك أن يضغط قادة البلدان الإسلامية من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية المعمرة، وتحريك القضية التى تحاول إسرائيل، بكل نفوذها وسيطرتها، وقوة حلفائها أن تميتها وتنسى الفلسطينيين أرضهم وكرامتهم وحتى هويتهم.
وقالت صحيفة اليوم إنه يتعين أن تتخذ البلدان الإسلامية موقفاً حازماً وموحداً لتعزيز السلام فى البلدان الإسلامية ومنع أية ممارسات لانتهاك حقوق الإنسان. وأن تعزز مواقف الأقليات الإسلامية فى العالم. وأن تشكل الأمة الإسلامية استراتيجية عمل ترصد المشاكل التى تواجه الشعوب الإسلامية وتضع حلولاً فعالة ونافذة وضرورية للحفاظ على موقف إسلامى موحد وهوية إسلامية تحظى بكرامة واحترام على المجتمع الدولى.
وكتبت صحيفة "الشرق" فى افتتاحيتها تحت عنوان "المسئولية الاستثنائية لقمة مكة" إن دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد هذه القمة، وفى هذا التوقيت تحديدا، تهدف إلى الوقوف وقفة صادقة فى توقيت مناسب لدرء الفتن التى تواجه الأمة الإسلامية.
ونبهت الصحيفة إلى أن القمة لا تقتصر على بحث ملفات سوريا وبورما وتهويد القدس، بل تتعلق أيضا ببحث كيفية مواجهة ظواهر التطرف والتعصب والتحريض والعنف وتبنى مناهج مخالفة لعقيدة الإسلام السمحة القائمة على مبدأ الاعتدال والفتنة المذهبية، موضحة أن هذه الملفات بالغة الخطورة على تماسك المجتمعات الإسلامية، وهو ما دفع القمة إلى تناول هذه الخلافات، وإيجاد حلول لها تعالج المشكلة من جذورها.
وأشارت الصحيفة إلى الرغبة الصادقة فى توحيد كلمة المسلمين من خلال الاستجابة السريعة من قبل ملوك ورؤساء الدول الإسلامية لدعوة خادم الحرمين، وتوافدهم على مكة المكرمة.
وخلصت الصحيفة إلى القول إن القمة الإسلامية تأتى فى وقت عصيب واستثنائى، ما يفرض على المشاركين فيها تحمل هذه المسئولية، وإنجاح المشاورات التى ستتخلل القمة، للخروج بنتائج مرضية لطموحات الشعوب الإسلامية.
صحف السعودية: قمة العالم الإسلامى بمكة المكرمة مرحلة فارقة فى تاريخ الأمة برغم الجروح النافذة فى سوريا وفلسطين وبورما.. ومليارا مسلم يحلمون بلم الشمل.. والعالم يضع فى حساباته دول الإسلام كمحرك للعالم
الأربعاء، 15 أغسطس 2012 11:33 ص
قمة العالم الإسلامى فى مكة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد الجنايني
يارب
اللهم وفق ولاة أمر المسلمين
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو الكرم
تجديد البيعة وتجديد الثقة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
اللهم وحد الامة الاسلامية
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد العزيز
اسمع جعجعة ولا ارى طحنا
عدد الردود 0
بواسطة:
د. محمد عبد الفتاح
اي جرح في فلسطين!!!!!!!!!!!