عبد الرحمن يوسف

دِبّة أخرى

الأربعاء، 15 أغسطس 2012 08:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلنا نعرف الدبة التى قتلت صاحبها، فقد شاء الله أن نشاهدها تقتل صاحبها على مدار ثلاثين عاما من الحكم العقيم السقيم، وشاء الله أن نشاهد الرئيس المخلوع يمنحه الله الفرصة بعد الفرصة، لكى يتخلص من سائر الدببة التى تقتله صباح مساء، ولكنه – وبفضل مؤهلاته فى العند – لم يتعظ، وأصر على الاحتفاظ بالدببة، بل انتقى أسوأها، وكان حريصا على إطعامها وتغذيتها ورعايتها، فقتلته الدبة مرة بعد مرة، ولكن أعطاه الله آلاف الأرواح، فاستنفدها كلها بفضل غبائه وعناده وإصراره على الاحتفاظ بالدببة فى سائر المجالات، فمات بفعل دبته فى آخر الأمر.

اليوم نرى دبة جديدة، دبة تمنع مقالا، وأخرى تصادر جريدة، وثالثة تصرح بضرورة إغلاق الفيس بوك!

مع كل طلعة شمس يزداد عدد الدببة فى الحياة السياسية المصرية، لا أقول إن الوضع لم يتغير، وإننا ما زلنا فى نفس النظام القديم، فالدبة موجودة فى كل زمان ومكان، وهى موجودة فى أعرق الديمقراطيات، ولكن لابد من التنبيه لأن دبة اليوم غير دبة الأمس، ورئيس اليوم ليس كرئيس الأمس.

فدبة الأمس لم يحاسبها أحد، بينما دبة اليوم ستحاسب فورا، وما أكثر الشرفاء الذين يلجأون للقانون فى حالات التحريض.

ورئيس اليوم لن يمنحه أحد آلاف الأرواح لكى يظل فى محله برغم أفاعيل الدبة، فإنْ هى إلا غلطة واحدة، فإذا بنا وقد قضت الدبة على صاحبها، وإنْ هى إلا حماقة واحدة وإذا بنا أمام أزمة سياسية فى طول البلاد وعرضها، فنرى أنفسنا مضطرين لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لأن تيارا سياسيا ما لم يحترم الشعب، واتخذ إجراءات ما، أدت إلى سخط الناس، فورطوا رئيسا ما، لأنهم لم يتقوا الله فى اختياراتهم فى رؤساء تحرير الصحف مثلا!
إن اختيارات رؤساء تحرير الصحف، وتصريحات بعض المسؤولين المندفعين ومصادرة بعض الصحف ومنع بعض المقالات، كل تلك تصرفات دبة تقتل صاحبها، ونصيحة العقلاء لهذه الدبة، أن تتعظ من الماضى البعيد أو القريب، وأن تحاول أن تفكر فى تبعات الاختيارات، لأن الثمن هذه المرة سيكون باهظا جدا، ولن تكون عواقب هذه الاختيارات خسارة بعض المقاعد فى البرلمان، بل هناك رئيس فى القصر قد يدفع ثمن حماقات الدبة التى تولونها أمر الناس بمنتهى الرعونة.

لن أدخل فى مزيد من التفاصيل، لأن الحق أبلج، ولن أسترسل لأن الأمر أوضح من أن يوضح، والكرة الآن فى ملعب الدبة!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين الهن..

ألله ينور عليك..

عدد الردود 0

بواسطة:

د/ محمد عرفه سالم

فخامه الرئيس / محمد مرسي

عدد الردود 0

بواسطة:

فاطمة الزهراء

ما قلّ ودلّ

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد شعبان

معارضه بسيطه

عدد الردود 0

بواسطة:

مــــــــــــــــــــــــريم فريــــــــــــــــــــــد

اتمنى اعرف..........؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق الكفراوي

الأدب السبابي الجديد

عدد الردود 0

بواسطة:

hena hafezh

عنك حق

عدد الردود 0

بواسطة:

معترض

إلى رقم 4

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed elsamman

الكفراوى

عدد الردود 0

بواسطة:

انسانة

الجواب باين من عنوانه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة