أكد الناقد الدكتور الكبير صلاح فضل، رئيس الجمعية المصرية للنقد الأدبى، على أنه لا بد وأن يتم إعادة تشكيل اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور مجددًا، وذلك بعد لقائه بالأمس بلجنة الحوار الوطنى، باللحنة التأسيسية لكتابة الدستور؛ لشرح توصيات الكُتَّاب، موضحًا أن اللجنة غير قادرة على تجديد نفسها وتصحيح أخطائها.
وقال "فضل" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من واقع تجربة لقاء الأمس استطيع أن أؤكد أن فكرة الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى صحيحة، وأن أى مثقف لا يغنى ولا يمثل مثقفًا آخر، فكل منهم عالم بأكمله، لكن المستعدين للحوار والصابرين عليه هم الذين يستطيعون أن ينقلوا وجهات نظرهم بوضوح كامل، وقد اتضح من تجربة الأمس، أن اللجنة التأسيسية قادرة على تجديد نفسها وتصحيح أخطائها، إذا استمرت فى الاستماع إلى وجهات النظر التى يمثلها كبار المثقفين، وهم الجديرون بالفعل بوضع الدستور المصرى.
وأوضح "فضل" أن هناك ثلاث مشاكل أساسية، أولها، هو أن قدرة أعضاء اللجان التأسيسية على استيعاب وتلخيص وصياغة ما يقال لهم محدودة، فهم لا يعرفون بدقة أقدار الرجال، ولا يستطيعون عرض كافة المقترحات، مضيفًا، وأشك كثيرًا فى قدرتهم على اقتناص المقترحات الجوهرية، وكان من الضرورى إعادة تشكيل اللجنة التأسيسية ذاتها، لتضم بين صفوفها كبار المثقفين ولا يكونوا مجرد زوار يستمع إليهم، وهذا طبيعى لأنه تم تشكيلها ديمقراطيًا، ونحن نقول دائمًا أن الديمقراطية قادرة على تصحيح أخطائها.
أما ثانيًا، وهو أمر مخيف كما يصف "فضل" فيتمثل فى أن المواد الجميلة التى يمكن أن تنتهى إليها اللجان، مثل مواد الحريات على سبيل المثال، والتى أعلن عنها بالأمس، سوف تتعرض للبتر والتشويه والتغيير عندما تخضع للتصويت من الجمعية العامة للجنة التأسيسية؛ لأن كثيرًا من أعضائها يخضعون لأجندات حزبية، ولا يفهمون بدقة مرامى الدستور، ويزايدون كما اتضح من مناقشاتهم على الجانب الدينى مغفلين الجوانب الحضارية، لذلك لا بد من إعادة النظر فى نظام التصويت، حتى يكون لآراء المثقفين وزن يرجح كافة آراء الأعضاء الحزبيين، وهذا يتطلب إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية، خاصةً بعد إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، وافتقاد آلية حق الفيتو التى كان يتضمنها، لهذا كله يصبح من الضرورى الآن الدعوة إلى تصحيح وضع لجنة الدستور بإعادة تشكيلها، وضم الأعضاء من كبار العلماء والمثقفين إليها حتى يكون لهم حق التصويت وليس مجرد إبداء الرأى.
وأشار "فضل" إلى أنه تلاحظ أن صياغة المواد مهلهلة وركيكة وتنقصها البلاغة الأدبية والإحكام الدستورى، وذلك نتيجةً لعدم قدرة أعضاء لجنة الصياغة على أداء هذه المهمة، فدستور مصر لا بد وأن يكون أكثر إحكامًا ودقة وقدرة على تمثيل الوعى العلمى والجمال الفنى والتقنى فى الآن ذاته، مدللاً على ذلك بأن المادة الأولى فى الحريات والتى تتصل بالكرامة الإنسانية، قد اقترح إعادة صياغتها لتنص على أن جسد الإنسان مصون ولا يجوز الاعتداء عليه بالضرب أو التعذيب لأى سببٍ من الأسباب لأنه هو المظهر الحقيقى لكرامة الإنسان، وكثيرًا من المواد اقترح الحضور تعديلات هامة لها، وهو ما يدلل على أن روح الأدب والفكر وفلسفة المشروع بحاجة إلى دعمها بعناصر تضم إلى اللجنة التأسيسية.
موضوعات متعلقة..
اليوم.."فضل" و"سلماوى" أمام التأسيسية للدستور لشرح توصيات الكُتَّاب
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=757176
التأسيسية للدستور تدعو "الناشرين" للمشاركة فى تقديم مقتراحاتهم حول الدستور
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=757366
حجازى: فضل وسلماوى لن يحلا محل المثقفين فى التأسيسية للدستور
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=757458
"الدستور الثقافى": "التأسيسية" تتبع أساليب "مبارك" باسم المثقفين
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=757636
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر البطوطى
حديث الدكتور فضل