د. أشرف بلبع

أصل الخلل علتان

الأربعاء، 15 أغسطس 2012 04:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنا جادين بما يكفى، ومخلصين لوجه الله والوطن كما هو مطلوب، فسندرك أن خلاص مصر وشعبها هو فى بدء نضال حقيقى، وفى كل الاتجاهات لقيام نهضة على الأسس التى عرفها العالم المتقدم.

المنظومة المصرية المستقرة فى العمل والإدارة قد أوصلتنا لما نحن فيه ولانفخر به. أصل الخلل فى هذه المنظومة علتان، وهما النقص الشديد فى الانضباط والقصور الواضح فى إدراك أصول الأداء التى تؤسس لمستوى متحضر فى العمل والحياة. من الواجب أن ننظر لبدء النهضة فى مصر على أنها قضية حياة أو موت، ولايجب أن يخضع هذا لقاعدة ما أمكن، وعندما تسمح الظروف، لأن النهضة لن تبدأ إلا كمسيرة نضالية قسرية، ترفع لواء الشفافية والمنهجية العلمية.
بدون شك فإن الجهاز الحكومى المصرى هو الماكينة التى تدفع أوتعوق انطلاق مصر.

لقد تضخم هذا الجهاز وأصبحت بيروقراطيته عدوا لأى نهضة. إن هذا الجهاز لابد وأن يعاد بناؤه على أسس الإدارة الحديثة، وأهمها المرتبات التى تكفل حياة كريمة لمن يعمل. لن تتمكن ميزانية الدولة من مجابهة هذا الحمل مع الأعداد المتضخمة بهذا الجهاز. إن الانطلاق بمصر يحتم علينا البحث بمنهاج علمى عن طرق تخفيض تلك الأعداد مع استبقاء المنضبطين بالعمل من ذوى الكفاءة الموثقة فقط مع رفع أجورهم إلى المستويات المطلوبة، والتى تحفزهم على المزيد من العطاء. أحد الحلول كما أرى هو فى التوسع فى التدريب التحويلى للموظفين المستغنى عنهم ولعموم المواطنين الراغبين، فى إقامة مشروعات خاصة متناهية الصغر تمولها البنوك، وتضمن الدولة التسويق المركزى لمنتجاتها المثيلة، من آلاف المشروعات، وتقيم نجاحها بالإنجاز مع ضمان زيادة التمويل كلما زاد النجاح. هذا الفكر يضمن أن يتحول كل موظف بل كل مواطن إلى منتج.

ثمن النهضة سيكون الاعتماد فقط على الأكفأ فينا، والأكثر قدرة على الانضباط وعلى إدراك أصول الأداء المطلوب مع تحفيز الآخرين على تغيير نشاطهم ونمط حياتهم ليكونوا أكثر إنتاجية. لا شك أن اندفاع البلاد على طريق النهضة، يحتاج لقيادة فاهمة لمقتضيات ذلك، وقادرة على الإنجاز، كما يحتاج لأجهزة حازمة شفافة لإقرار الأمن ومحاربة الفساد ولسلطة قضاء ناجز نافذ كالسيف. يأتى التعليم المتميز وخاصة فى مرحلته الأساسية كطاقة النور التى بدونها سيظل المجتمع يتخبط فى درجات من الظلام وعدم الانضباط ومحدودية الفهم، وتدنى الإنتاجية. لابد أن يبدأ النظر إلى التعليم على أنه استثمارنا الأساسى فى الأجل المتوسط والبعيد، ولا نتراخى فى تمويله والنهوض به قدر إخلاصنا لهدف النهضة. تتشوق مصر لقيادة نهضوية يملأها عزم على تحقيق الهدف بالعلم، وتبحث عن كل إبداع يتجاوز الصعاب ويقصر الزمن فهل يرزقها الله؟.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة