على درويش

قواعد محكمة

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012 06:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحد أسماء الله هو اسم الكريم سبحانه وتعالى ويشهد الكون بكل ما فيه على هذا الكرم والجمال والدقة والإبداع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبوا الله لما يغدقه عليكم من نعم وأحبونى لحب الله وأحبوا أهل بيتى لحبى». فالكرم والرحمة الإلهية يتجلى بكل الوضوح فى خلق الإنسان بكل هذا الجمال والإبداع منذ اللحظة الأولى لوجود الإنسان فى رحم الأم ثم فى تطور نموه فى مراحل حياته كلها وإدراكه لما يحيط به من مخلوقات أخرى ونباتات وبحار وأنهار وكيفية اسغلالهم ليبنى حياته على الأرض. أما عالم الأفلاك والكواكب ودقة دورانها وظهورها واختفائها فيجعل العقل الذى يعد آية من آيات الله سبحانه وتعالى يسجد مسبحا بالقدرة المبدعة لعالم المجرات والكواكب وللحياة على الأرض بكل صورها وأشكالها.

كل هذا الجمال المادى يحتاج أن يتزوج بكمال وجمال روحى هائل يوجد توازنا قويا وراقيا ومنطقيا يفجر الطاقات الرائعة التى أوجدها الله سبحانه وتعالى فى الإنسان فيرتفع إلى مستوى الكمال المادى والروحى الموجود فى الكون الهائل الذى تسبح فيه الكرة الأرضية ومن عليها من مخلوقات ومن بينهم سيد الأرض الإنسان. إن انحطاط الإنسان يكون فى تناقض تام مع الكمال والجمال الكونى المحيط به والذى يطل عليه كل يوم مع طلوع الشمس. وبما أن الله سبحانه وتعالى هو الكمال والعدل المطلق أرسل الرسل ليقدم للإنسان الوسيلة المثلى لينضم إلى الكمال الكونى. فمن رفض الرسل ضل وسار نحو هاوية الدمار. ومن بين الكمال الروحى للإنسان سيد الأرض هو إيمانه بالتوحيد أى أن لا إله إلا الله خالق كل شىء وأنه قائم بالقسط، عدل فى قضائه يقوم بذاته ويقوم كل شىء به سبحانه وتعالى. إن تعدد الإله هو تفتيت لوجدان الإنسان وخطأ عقلى يؤدى لولوجه إلى تيه من الفاعل ومن المسؤول هل هو الإله هذا أو هو الإله ذاك وهذا قد يكون صائبا والآخر قد يكون مخطئا.

لقد وضع الله سبحانه نواميس وقوانين لكل شىء وفى هذه النواميس والأوامر والنواهى يجد الإنسان قواعد محكمة تنظم عالمه الداخلى ودنياه وعلاقته بمن فيها. وكل هذه الأوامر الإلهية تقوم على الحب. حب الإنسان لرب الكون الخالق الأعظم لكماله وتفرده بالوحدانية وحب الإنسان لأخيه الإنسان وعدم هدمه والتآمر عليه واستعباده وحب المحافظة على الحياة وعلى الأرض لأن الأرض ليست ملكا للإنسان إنها خلق من خلق الله سبحانه وتعالى سيحاسب الإنسان على الأضرار التى يلحقها بها. إن الله جميل يحب الجمال ويحب الإنسان المؤمن الجميل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة