تقرير زيارة "أطباء التحرير" لمعتقلى العباسية فى طرة: لم يسمح لنا بالكشف الطبى الكامل على المعتقلين.. والزيارة فى مكتب "المأمور" وبحضوره.. وإدارة السجن تجبر "الجنائيين" على شرب "الماء والصابون"

أصدرت جمعية أطباء التحرير اليوم، الثلاثاء، تقريرا مفصلا حول الزيارة التى أجرتها الأسبوع الماضى للمعتقلين بأحداث العباسية فى سجن طرة المزرعة، حيث قام بالزيارة وفد مكون من 4 أطباء أعضاء بكل من أطباء التحرير ونقابة أطباء القاهرة والنقابة العامة الأطباء، بالإضافة إلى ممثلين عن مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، ومركز هشام مبارك للقانون والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وذلك بهدف الاطلاع على الظروف الصحية للمسجونين ومدى الرعاية الطبية التى يتلقونها.


وكشف تقرير الجمعية أنه تم مقابلة 4 من المحتجزين من أصل 8 مصرح بزيارتهم، نظرا للإفراج عن 3 منهم، فى الوقت الذى كان يخضع فيه المحتجز الأخير للتحقيق، كما تم إبلاغ الوفد، مع العلم أن المتبقى 10 محتجزين من أصل 98 معتقلا على خلفية أحداث العباسية، فى الوقت نفسه تمت الزيارة فى مكتب مأمور السجن بحضوره وبحضور رئيس مباحث السجن، وذلك لأن طلب الوفد بمعاينة أماكن الاحتجاز أو أماكن تقديم الخدمة الصحية للمحتجزين رفض تمام، ولم يتمكن أطباء الوفد بالكشف الطبى الكامل على المحتجزين، وتم السماح لهم بسؤال المحتجزين ومعاينتهم ظاهريا فقط، كما قام الوفد بمقابلة أحد الأطباء العاملين بمستشفى السجن والاستفسار منه عن رأيه فى إمكانيات وطرق العلاج داخل السجن.


وأجمع المحتجزون أن معظم الاعتداءات، التى حدثت لهم تمت عقب تم القبض عليهم وأثناء تواجدهم فى النيابة العسكرية (س 28)، وحتى نقلهم إلى سجن طرة، ولم يتم توفير الخدمة الطبية أو العلاج لهم إلا داخل السجن، وهى فترة تجاوزت عدة أيام فى بعض الحالات، كذلك لم ترق الخدمة الطبية، التى تلقاها المصابون إلى المستوى المطلوب، وإن كانت مقبولة من المحتجزين نظرًا لشدة إصابتهم ولعدم تلقيهم أى نوع من العلاج خلال هذه الفترة، كما يسمح لهم أو لمحاميهم أو للمنظمات الحقوقية باستدعاء أطباء من الخارج للكشف عليهم وعلاجهم.


وأشار التقرير إلى أن الخدمة الصحية داخل السجن، وإن كانت منظمة، إلا أنها تعانى من قصور واضح فى عدد الأسرة بالنسبة لعدد المساجين، بالإضافة إلى نقص فى الأجهزة والتخصصات المختلفة المطلوبة لعلاج ومتابعة نوعيات الأمراض المختلفة التى يعانى منها المسجونون، فى الوقت الذى تفتقر فيه الظروف المعيشية داخل السجن إلى الحد الأدنى من مراعاة الصحة النفسية والجسدية للمحتجزين، نظرا للازدحام الشديد فى العنابر ونقص التهوية، مما يساعد على انتشار الأمراض والأوبئة بين المساجين، مع قلة فترات التريض خارج العنابر، وإلغائها فى بعض الأحيان، مما له بالغ الأثر على صحتهم البدنية والنفسية.


كما تصر إدارة السجن، وفقًا للتقرير، على بعض الممارسات الخاطئة والخطيرة على صحة وحياة المسجونين، مثل إجبار المسجونين الجنائيين على شرب محلول مكون من "الماء والصابون" بعد الزيارات لإجبارهم على التقيؤ والإسهال، وذلك بهدف التأكد من خلو أمعائهم من الممنوعات، وهى الطريقة التى يمكن استبدالها بطرق أخرى غير ضارة مثل الأشعة أو الموجات الصوتية على الحالات المشكوك فيها فقط، وغير ذلك من الوسائل، التى يبيحها القانون.


وأضاف التقرير أن الجمعية متفائلة بالتعاون والترحيب، الذى استقبل مسئولو سجن طرة به الوفد، رغم أن هذه الزيارة لم ترق إلى مستوى الطموحات والتوقعات المأمولة منها إلا أنها تمثل انفراجا فى العلاقة بين السلطات الأمنية ومنظمات المجتمع المدنى، خاصة فيما يتعلق بتمكين السجين من حقه فى الصحة.

كما أعلنت الجمعية أنها ستشترك مع منظمات المجتمع المدنى، التى شارك ممثلوها بالزيارة، فى وضع مبادرة رسمية لتقديمها إلى السلطات التنفيذية، تهدف إلى وضع لوائح وقرارات تتيح للأطباء المعتمدين الممثلين للمجتمع المدنى علاج المواطنين المحتجزين فى أى من أماكن الاحتجاز المدنية والعسكرية فى مصر، بالإضافة إلى زيارة عنابر وعيادات ومستشفيات السجون، وفحص سجلات المرضى، التى يلزم القانون إعدادها لكل سجين، داعين وزارة الداخلية والقضاء العسكرى للتعاون مع تلك المبادرة، مؤكدين أن المواطن المحتجز له نفس حقوق وكرامة المواطن الحر، حيث إن وجوده بمكان الاحتجاز لا يعنى إذلاله أو إفقاده شيئًا من صحته.


أخبار متعلقة:

◄اليوم.. وفد "أطباء التحرير" يزور معتقلى أحداث العباسية بطرة

◄"أطباء التحرير": تسلمنا تصريح زيارة "الوفد الطبى" لمعتقلى العباسية

◄"أطباء التحرير" تستنكر رفض القضاء العسكرى زيارتهم لمعتقلى العباسية

◄المرسى: "أطباء التحرير" لم تتقدم بطلبات لزيارة المحبوسين احتياطياً

◄أطباء التحرير لـ"المرسى": لم نتلق موافقة على زيارتنا معتقلى العباسية

◄المرسى: ليس لدينا مانع من مقابلة الممثل القانونى لـ"أطباء التحرير"